أعلن الدكتور أحمد جلال مدير آثار بني سويف عن كشف سد أثري يعود للعصر اليوناني الروماني بوادي سنور بمحافظة بني سويف ويقع داخل زمام المحافظة على بعد 70 كم شرق النيل جنوب شرق كهف وادي سنور على بعد 5ر2 كم ضمن وادي سنور.
وقال الدكتور أحمد جلال – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم – إنه قدم تقريرا مبدئيا عن سد وادي سنور المكتشف في 26 فبراير الماضي خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الأول لكلية الآثار بجامعة الفيوم، والذي حمل عنوان "الاتجاهات الحديثة في علوم الآثار" واختتم أعماله أواخر الأسبوع الماضي.
وأضاف أن هذا الكشف تم من خلال معاينة للموقع نتيجة إبلاغ مدير عام آثار ما قبل التاريخ بالوزارة للمنطقة والتي شكلت بدورها لجنة كشفت عن هذا السد .. مشيرا إلى أن هذا السد يقع في نهاية حاجز بين جبلين ارتفاع كل منهما حوالي 50م وبينهما خور ممتد نحو الغرب في شكل حلزوني تتجمع فيه المياه الخاصة بالسيول والأمطار وتتجه من الشرق فى شكل منحدر نحو الغرب، حيث يحجزها السد خلفه.
وطالب الدكتور أحمد جلال بضرورة الإسراع فى ضم هذا السد فى عداد الآثار ليشكل مع كهف سنور المعلن كمحمية طبيعة بقرار رئيس الوزراء رقم 1204 لسنة 1992 ثم القرار رقم 709 لسنة 1997 مزارين متجاورين لهما أهمية بالغة فى تنشيط سياحة الآثار بمحافظة بنى سويف ، و تشكيل لجنة عليا من منطقة آثار بنى سويف لتوثيق كافة تفاصيل الموقع وعمل حفائر ونظافة لكافة مكونات السد وما حوله للكشف عن المزيد من المعلومات التاريخية والأثرية.
ومن جانبه ، صرح خبير الاثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مقرر إعلام المؤتمر بأن الباحث اشار فى ورقته البحثية المقدمة للمؤتمر الى أن حوائط السد الشرقية بنيت من الطوب الأحمر ، وبنى حائط السد نحو الجانب الغربى من الحجر الجيرى ، ويحتوى على منفذين لصب المياه من خلالهما والتى بدورها تمتد الى حوض بنى من الطوب الأحمر فى شكل متدرج من أعلى ليأخذ شكل المستطيل .
وتابع ان قوالب الطوب غطيت بالألبستر لعدم تسرب المياه ، وتم الكشف عن كميات هائلة من طمى النيل فى الجانب الشرقى من السد والتى كانت تجرفها مياه السيول والأمطار من فوق أسطح قمم الجبال المحيطة وهى مادة صالحة لصناعة المنتجات الخاصة بالحياة اليومية من الفخار الجيد.
واشار ريحان الى أنه تم الكشف عن فرن فى الجانب الشمالى الغربى من السد بنيت حوائطه الخارجية من الحجر ومن الداخل بالطوب الأحمر استخدمت لصناعة أوانى تخزين المياه المختلفة وقوالب الطوب الأحمر على نطاق ضيق وتتناثر حولها شقف الفخار المختلفة ولم يستخدم هذا الفرن بعد العصر اليونانى الرومانى ، والى الجنوب الغربى من السد توجد بقايا لمسكن بسيط للعمال القائمين على الموقع وملحقاته المختلفة .
وأوضح ان أطوال الموقع المحيط بالسد تبلغ 270م من الجنوب الى الشمال 400م من الغرب نحو الشرق فى شكل مستطيل بينما طول السد الكائن بين نهاية الجبلين الواقعين بمساحة 61م تقريبا من الجنوب الى الشمال وبعرض 10م من الغرب نحو الشرق وارتفاع 6م تقريبا وبنيت جدرانه الشرقية من الطوب الأحمر المغطى لعدم تسرب المياه بينما بنيت جدرانه الغربية من الحجر الجيرى ويخرج من هذا الجانب أربعة دعامات لتقوية حائط السد فى شكل بروز بعرض 4م .
وذكر ان الورقة البحثية المقدمة للمؤتمر تضمنت مطالبة من الباحث بتشكيل لجنة من منطقة آثار بنى سويف لعمل مسح آثرى بشكل عام لوادى سنور والمنطقة المحيطة من حوله والتنسيق بين وزارة الآثار ووزارة البيئة لوضع الموقعين على الخريطة السياحية لآثار مصر وتمهيد الطريق الموصل إليهما وإنشاء مبنى إدارى لتفتيش آثار بالمنطقة واستراحة وأماكن للحراس.
يذكر أن هذا السد الأثري الذي تم اكتشافه يعتبر ثاني سد في مصر القديمة بعد سد الكفرة بحلوان.