بكين ـ وكالات
أعلنت الحكومة الصينية والمفوضية الأوروبية اختتام عام الحوار بين الثقافات بين الاتحاد الأوروبي والصين هنا الجمعة فيما وعدا بتعميق التعاون الثقافي. ومنذ بداية الحدث في شباط/فبراير، قدم الجانبان نحو 300 من البرامج الخاصة بالأدب والفنون والفلسفة واللغات والصحافة والنشر والرياضة والتبادلات بين الشباب والسياحة، وذلك في مبادرة غطت جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 27 دولة ، و22 مقاطعة وبلدية ومنطقة ادارية خاصة في الصين، بحسب وزير الثقافة تساي وو في الحفل الختامي. وقال ان "العام الصيني الأوروبي ترك بحق أثره كعلامة بارزة في تاريخ التبادل الثقافي بين الصين والاتحاد الأوروبي". واضاف "انه من المنصف ان نقول ان التفاعل الثقافي بين الصين والاتحاد الأوروبي يعانق أكثر بيئة مواتية له ، بل أن هناك إمكانات أعظم أمامه عليه أن يكتشفها ". وقال انه على الرغم من انتهاء الحدث ، فانه ينبغي على الشعوب التطلع الى ما وارء الحدث ويثقوا في التدفق المستمر للتبادل الثقافي بين الاتحاد الأوروبي والصين، حيث فتح الجانبان فصلا جديدا ". وقالت اندرولا فاسيليو المفوض الأوروبي للتعليم والثقافة والتعددية اللغوية والشباب في الحفل ان الحدث شجع الشعوب على التحرك الى ما بعد العبارات التقليدية والافكار المسبقة وان يتحاوروا معا عبر الحدود الطبيعية والاختلافات الثقافية. وقالت " اننا لا نقوم بإنهاء هذا العام الخاص ، وانما نؤكد رغبتنا المشتركة فى الدخول في تعاون طويل الأجل، حيث اصبحت الثقافة الان مكونا دائما لشراكتنا". كما أصدر تساي وفاسيليو اعلانا مشتركا في الحفل، اعلنا فيه ان الحكومة الصينية والاتحاد الأوروبي يرغبان فى تعميق التعاون في المجال الثقافي. وجاء في الاعلان ان عام الحوار الثقافي 2012 بين الاتحاد الأوروبي والصين يمثل ساحة اختبار مفيد للفرص والتحديات في التعاون الثقافي المستقبلى. وبموجب الاعلان، فان الصين والاتحاد الأوروبي سوف يوليان اهمية خاصة لمصالح واحتياجات وتوقعات الأجيال الشابة وكذا أحدث التطورات التى تؤثر على القطاع الثقافي، بما فيه تنمية الاعلام الالكتروني. أوضحت الوثيقة ان المفوضية الأوروبية ووزارة الثقافة الصينية توليان اهمية خاصة لتعزيز التعاون في الصناعات الثقافية والتراث والفن المعاصر. واضافت انهما يودان تعميق الحوار بين السلطات فى كل منهما في قطاع الثقافة والعمل على خلق فرص جديدة لمشروعات مشتركة بين جميع مستويات المؤسسات والمنظمات اوالعاملين فى قطاع الثقافة. كما عقد المنتدى الثقافي الثالث رفيع المستوى بين الاتحاد الاوروبي والصين هنا في نفس اليوم، حيث اجتذب أكثر من 20 من الخبراء والمسئولين الحكوميين والفنانين من الجانبين لبحث الدبلوماسية الثقافية والتعاون الثقافى. وقال رود فيشر مدير مركز المعلومات الدولي للثقافة في المنتدى ان الدبلوماسية الثقافية التقليدية قد تغيرت نحو شكل جديد لا يختص فقط بتعزيز صورة منتقاة من الدولة وانما يقدم ايضا صورة شاملة لها. وقال ان الدبلوماسية الثقافية تتغير ايضا من التركيز على تبادلات النخبة والحكومات الى التبادلات الشعبية خاصة بين الشباب. وبحسب فيشر، فان "الصين دولة شاسعة بها العديد من القصص التى تستحق أن تروى . وتحتاج الى ان تكون على دراية بالتغيرات في الدبلوماسية الثقافية من أجل اتخاذ قرارات مدروسة بشأن افضل الطرق للمضي قدما". كما أكد ديتر جيانيك المدير الفنى لمركز هيليريو ، وهو مركز للفنون في درسدن بألمانيا ، على دور الثقافة في تعزيز الفهم الافضل للحياة اليومية في الدول الأجنبية. وقال ان الفنانين يمكن ان يصبحوا سفراء ممتازين لدولهم لكن لا يجب ان يكونوا دبلوماسيين، مضيفا ان الدبلوماسيين عليهم ان يتبعوا الكثير من القواعد، بينما يضطر الفنانون الى خلق انطباعات واقعية اكثر إثارة .