كشف فريق مختص من المديرية العامة للآثار والمتاحف على لوحة فسيفساء في بلدة برهليا الواقعة في ريف دمشق منطقة وادي بردى كان الأهالي قد عثروا عليها صدفة وأبلغوا الجهات الرسمية بوجودها، وقد تم توثيقها وقلعها ونقلها إلى المتحف الوطني بدمشق حيث سيجري ترميمها ودراستها وتأهيلها للعرض المتحفي. وذكر بيان لدائرة آثار ريف دمشق أن اللوحة التي يبدو أنها كانت جزءاً من بناء شديد الأهمية مشغولة بمكعبات حجرية صغيرة بشكل بارع ومتقن، مساحتها نحو 42 مترا مربعاً وهي جزء من لوحة أكبر حجماً تعرضت للتخريب خلال عقود سابقة ما أدى إلى فقدان الكثير من التصاوير المهمة فيها، إلا أن هذا الأمر لا يقلل من أهمية الجزء المتبقي منها لفرادتها.. كونها الأولى من نوعها في منطقة دمشق وريفها، ونتيجة حجمها الكبير وإتقان رصفها، ولأنها تحمل الكثير من التشكيلات الزخرفية التي نفذت بأشكال هندسية منها المعينات والأقواس والمربعات المتقاطعة التي تعطي شكلاً نجمياً، تخرج منها مشاهد نباتية وضفائر وزهرات جميلة رباعية البتلات وبعض الأشكال والرموز الأخرى، وقد استخدمت فيها الألوان السوداء والبيضاء والحمراء والبرتقالية والرمادية. وكانت اللوحة، التي تعود حسب التأريخ الأولي لها إلى منتصف القرن الرابع للميلاد، أرضية لقاعة أو ردهة واسعة ضمن بناء ربما كان معبداً رومانياً أو قصراً يعود للعصر الروماني. الجدير ذكره أن الموقع الذي قامت دائرة آثار ريف دمشق بتسجيله منذ عدة سنوات في عداد المواقع الأثرية، وجدت فيه بعض اللقى المميزة سابقاً لعل أهمها المذبح الحجري المقدم هدية للمعبودين زيوس وأزيس وللأمبراطور الروماني، ويعود تاريخه لعام 188 للميلاد، كما تبين ذلك من النقش الذي يحمله ومن الصور المنحوتة على وجوهه الأربعة ومن بينها مشاهد حيوانية وبشرية يرمز أحدها لتيكة ربة نهر بردى ومملكة أبيلا التي يعتقد أن عاصمتها هي بلدة سوق وادي بردى الحالية.