يحتفل اتحاد المرشدين السياحيين العرب برئاسة الخبير السياحى محمد غريب،الأحد القادم، بعيد القيامة المجيد، حيث ينظم ندوة خاصة يلقي فيها خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان محاضرة بعنوان "آثار سيناء منابر لتسامح الأديان" وذلك بمقر الاتحاد بالعجوزة.
صرح الدكتور عبد الرحيم ريحان، بأن المحاضرة تتناول تعاليم الإسلام السمحة التي تدعو من خلال آيات القرآن الكريم إلى الاعتراف بكل الرسل السابقين على النبي محمد عليه الصلاة السلام ومجادلة أهل الكتاب بالحسنى والبر إليهم وعدم إكراه أي شخص على ترك دينه ومجاهدة المشركين حتى لا يعتدوا على أهل الملل المختلفة فيهدموا أماكن عبادتهم، موضحا أنه فى ضوء تلك الآيات أعطى نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام عهداً للمسيحيين يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وأماكنهم المقدسة يعرف بالعهدة النبوية وقد حفظت صورة منه بمكتبة دير سانت كاترين بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند فتحه لمصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية.
وأشار "ريحان" إلى عهد الأمان الذي أعطاه عمرو بن العاص رضي الله عنه للمسيحيين حين فتح مصر وقد جاء فيه (هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم لا يدخل عليه شئ ولا ينتقص) وكان دائما يوصى فى خطبه المسلمين بمراعاة الأقباط والمحافظة على حسن جوارهم قائلاً لهم (استوصوا بمن جاورتموه من القبط خيراً).
وأضاف أن عمرو بن العاص أرسل لبطريرك الأقباط اليعاقبة بنيامين (609- 648م) الذي كان هاربا من الحاكم البيزنطي قيرس رسالة تؤمنه ليعود وأكرمه عمرو بن العاص وأمر له أن يتسلم الكنائس وأملاكها، موضحا أن عمرو بن العاص ساعد المصريين في بناء الكنائس وترميمها التي تهدمت إبان حكم البيزنطيين.
وأكد أن الحكومات الإسلامية المتتابعة لم تتدخل في الشعائر الدينية، وكان الأمراء والخلفاء يحضرون مواكبهم وأعيادهم، وكان أبناء مصر من المسلمين يشتركون مع الأقباط فى هذه الاحتفالات، ولقد بنيت الكنائس والأديرة فى العهد الإسلامى وكان أولها كنيسة الفسطاط التى بنيت في عهد مسلمة بن مخلد 47-68 هـ وحتى نهاية القرن الثاني عشر الميلادي.
وأوضح "ريحان" أن عدد كنائس مصر وأديرتها كان قد وصل إلى 2084كنيسة، 834 ديرا وأن التسامح الدينى الذي قام في العصر الإسلامي لم تكن تعرفه أوروبا في العصور الوسطى، بل إنها لم تعرفه إلاّ بعد الثورة الفرنسية.
وأكد أنه من خلال الحقائق الأثرية والاكتشافات الأثرية للآثار المسيحية بسيناء كانت المقدسات المسيحية آمنة في مصر ومنها الأيقونات وهي صور دينية مسيحية لها دلالات معينة وقد حميت من أن تمس بسوء فى فترة تحطيم الأيقونات التي انتشرت فى العالم المسيحي وأوربا في الفترة من 726 إلى 843م، مشيرا إلى ان تلك الايقونات تمت حمايتها لوجودها داخل العالم الإسلامى بعيدة عن سيطرة أوروبا وزيادة على ذلك لم يمنع المسلمون جلب هذه الأيقونات المسيحية من خارج مصر إلى دير سانت كاترين حيث أن عدداً كبيراً من الأيقونات التي تعود للقرن السابع والثامن الميلادي جلبت من مناطق كانت تخضع للعالم الإسلامي في ذلك الوقت.