نظم المركز الكاثوليكي للإعلام، ندوة تحت عنوان " التمسك بأخلاقية المهنة"، الخميس، للإعلان عن رسالة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر لليوم العالمي 47 لوسائل الإعلام تحت عنوان "الشبكات الاجتماعيّة أبواب حقيقة وإيمان، فسحات جديدة للكرازة بالإنجيل" الذي يحتفل به في 12 أيار/مايو الجاري. وحيا رئيس أساقفة بيروت واللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر"شهداء الصحافة الأبرار في عيدهم والَّذين رَووا بدمائهم أرضَ الحرِّيَّةِ والأحرار ورفعُوا عاليًا مشعلَ الحقِّ والوطنيَّةِ والإخاءِ لعلَّهم يُنيرُون السُّبُلَ في هذه الظُّروفِ الحالكةِ الَّتي تمرُّ بها منطقتُنا العزيزةُ". وأضاف" يؤكد قداسته أنَّ العملَ في شبكاتِ الإعلام الحديثةِ يتطلَّبُ تمسُّكًا أكبرَ بالحقيقةِ والأخلاقيَّةِ، لأنَّ خطرَ الانزلاقِ في استعمالِ هذه الشَّبكاتِ نحوَ الشَّرِّ هو أكبرُ وأدهى،فالشَّبكاتُ الجديدةُ قادرةٌ على نشرِ الخبرِ على نطاقٍ أوسع من أيَّةِ وسيلةٍ سابقةٍ، ومجالُ العملِ فيها يَطالُ الملايين لا بل المليارات من النَّاس، وبالتالي فإنَّ الَّذين يتعمَّدون الشُّرورَ والأخطاءَ هم أناسٌ مختبئون وراءَ الشَّاشاتِ، قادرون على زرعِ الفسادِ ونشرِهِ دونَ حسيبٍ ولا رقيب، فلا رقابةً ذاتيَّةً تنفعُ في هذا المجالِ ولا محاسبةً، وفقَ القوانينِ المحلِّيَّةِ عندما يصبحُ الشَّرُّ عالميَّ المدى والأبعاد". واعتبر وزير الإعلام وليد الداعوق أن "لم يعد خفياً على أحد مدى أهمية دور وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية، وفي تأثيرها المباشر وغير المباشر، على العامة، ولاسيما على وسائل الإعلام المسماة تقليدية، بحيث باتت مصدراً لا يستهان به للمعلومة وللخبر، بالرغم من عدم دقتهما ومصداقيتهما في أغلب الأحيان". وتابع "هذا الدور، فرض نفسه بقوة، ووضع وسائل الإعلام التقليدية أمام تحديات جمة، ومن بينها التنافس على السرعة في تقديم المعلومة إلى الناس، مع ما تقتضيه من مسؤولية التحقق من صحتها ومصداقيتها، ومدى ملاءمتها للموضوعية والدقة، وقابليتها للنشر أو البث". وأردف "هذا التنافس، المشروع أساسا، بهدف كسب أعلى نسبة من المستمعين والمشاهدين والمتصفحين، لغايات ربحية ولإقناع المعلنين، افقد معظم هذه الوسائل مصداقية لا تخدم الحقيقة، التي تطرق قداسته إليها في رسالته، وفي غياب المصداقية بين الإعلام والمتلقين له تصبح الحقيقة مجرد وجهة نظر ليس إلا، فينقطع حبل التواصل بينهم، ويصبح حوارهم أشبه بمستحيل". وأكد أن "رسالة البابا وما فيها من معان سامية جديرة بأن تهدينا نحن اللبنانيين إلى ما ينقذ بلدنا مما يتخبط به من أزمات، تفضي أقله إلى الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة وقانون للانتخابات يتوافق عليه". وختم الداعوق بالـ"التنويه بالاعتذار الذي قدم إلى البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وهو رمز من رموزنا الدينية التي نحترم ونجل، على اثر تناوله في أحد البرامج التلفزيونية، هناك فرق شاسع بين حرية الرأي والتعبير وبين تجاوز حدود اللياقة والأصول والتطاول على المقامات الروحية، لأن ذلك دخيل على تقاليدنا اللبنانية، ولا يمت بصلة إلى أخلاق مهنة الإعلام". واشار رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ إلى أن "ليس هناك من قانون لبناني يرعى الإعلام الالكتروني" معلنا عن "توجّه لتنظيم الإعلام الالكتروني وجعله جزءا من الإعلام المرئي والمسموع، واحتراما لفكرة حرية الإعلام الالكتروني وحمايته، كما جرى مع الإعلام المرئي، تمّ الطلب إلى المواقع الالكترونية أن تحمي حقوقها عبر علم وخبر تودعه لدى المجلس الوطني للإعلام". ولفت ممثل نقيب المحرّرين الياس عون جوزف قصيفي إلى أن "شبكات التواصل الإعلامي هي النتيجة الطبيعية والحتميّة لتطوّر وسائل الإعلام وتقدمها عبر التاريخ ولهذه الشبكات مهمة خطيرة، فهي من جهة يمكن أن تشكل أداة تواصل واتصال بين الناس تسخر في خدمة الحقيقة وتقريب المسافات بين الشعوب والمجتمعات على قاعدة الحوار والتفهم والتراحم وإسقاط عناصر الفرقة التي تباعد وتحل الخصام بدلاً من الوئام، ومن جهة أخرى يمكن أن تكون سبباً للاحتراب وإشاعة ثقافة الحق والكراهية وإذكاء مشاعر العداء والعنصرية والطائفية وتعميم الإباحة المنفلتة من القيود الأخلاقية". ورأى مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم أن "ما نشهده على بعض المنابر الإعلامية، والمواقع الإلكترونية، وفي بعض البرامج التلفزيونية، يشكل صدمةً كبيرة لدى المشاهدين والمتلقين، حيث تنفلت الحرية من ضوابطها، وتعدم القيم، ويستشري الجهل وراء من يدّعون المعرفة، وتصبح المقامات مادة للسخرية ويصبح المستهزؤن أبطالاً في نظر من فتحوا لهم أبواب الساحات ليفعلوا فعلتهم".