الكويت ـ كونا
لطالما اهتمت البشرية بطرق عدة واساليب مختلفة للتعبير عن ذاتها لتكون ما يعرف بالثقافة او الحضارة الانسانية ومنها الموسيقى التي استطاعت اختراق الحدود اللغوية والخطوط الجغرافية لتصبح لغة العالم.
واهتمت الدول والحضارات بهذه اللغة العالمية لتتبلور من موسيقى شعبية وفولكلورية تتوارثها الأجيال بالخبرة والتجربة الى معاهد وجامعات أكاديمية متخصصة في تلقين وتعليم الفنون الموسيقية ومنها دولة الكويت التي تزخر بمواهب وابداعات موسيقية متميزة.
وأنشأت دولة الكويت في عام 1972 معهد الدراسات الموسيقية الذي قدم دراسات المرحلة الثانوية ليتطور بعد أربعة أعوام ويشمل المعهد العالي للفنون الموسيقية بهدف تعليم شباب الكويت شتى مجالات الموسيقى ليستمروا في إبقاء ذلك البلد مميزا في احتضانه للموسيقى وفنونها.
من جهته اكد عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية الدكتور محمد عبدالله الديهان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) هنا اليوم سعي المعهد منذ انشائه لايجاد كوادر وطنية تلم بالفنون الموسيقية وتمثل الكويت في المحافل الدولية اضافة الى سد حاجة مؤسسات الدولة المختلفة مثل وزارة التربية بالمدرسين والداخلية في قسم الموسيقى العسكرية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وغيرها.
واوضح الديهان ان الدراسة الأكاديمية في المعهد تتوافق مع أسس وأنظمة وزارة التربية من حيث عدد أعوام الدراسة مضيفا ان الدراسة الثانوية التي تقع خلال ثلاثة أعوام يتخللها دراسة المواد العلمية المختلفة إضافة الى عدد من المناهج المتخصصة في الموسيقى وأسسها ليصبح الطالب مؤهلا للدراسات العليا في نفس المجال.
وبين ان بامكان خريجي الثانويات الاعتيادية الالتحاق بالمعهد العالي للفنون الموسيقية بشرط الانخراط في برنامج تمهيدي لمدة عام ليحصل الطالب على مجمل الدراسة الثانوية في المعهد واكسابه خلفية أكاديمية يواكب من خلالها من تخرج منها.
وعن آلية القبول في المعهد ذكر الديهان ان من الشروط ضرورة وجود نوع من الموهبة في المجال الموسيقي وذلك عن طريق اختبار للقدرات قبل قبول الطلبة مبينا ان ذلك الاختبار ضروري لتأكيد الاستمرار في الدراسة وإيصال المعهد الى أحد أهدافه بصناعة جيل من الموسيقيين يلم بالقواعد العامة لمختلف الجوانب ويبدع في المحافل الدولية ويشارك بفعالية في تنمية المجتمع ورقيه.
وقال ان المعهد يتضمن من خلال منهجه إضافة الى تعليم العزف على الآلات المختلفة وأنماط الموسيقى المختلفة مثل الشرقية والكلاسيكية مناهج متخصصة في التراث الموسيقي الكويتي وتاريخها مثل تاريخ الكويت الموسيقي وأنواع الموسيقى كالسامري والبحري ليصبح الطالب قادرا على تدريسها وتلقينها لبراعم الكويت في مدارس وزارة التربية في المستقبل.
وأكد ان الفرص الوظيفية في مجال الموسيقى مازالت متوفرة وتعتبر أحد التخصصات التي يحتاج اليها سوق العمل الكويتي خصوصا في المجال التربوي بمدارس الكويت بالرغم من تقلص عدد الوافدين العاملين في هذا المجال مقارنة بالعقود الماضية.
وأعلن عزم المعهد السعي وراء إنشاء برامج للدراسات عليا (الماجستير والدكتوراه) بعد تخرج عدد جيد منه من المتخصصين في المجالات المختلفة بعد ابتعاثهم الى عدد من دول العالم مثل أمريكا والأردن ومصر ولبنان.
وعن الفعاليات الدورية والمحلية للمعهد قال ان كل قسم من أقسام المعهد يقدم عددا من الأمسيات الموسيقية بحيث يتبادل الطلاب الخبرات ويطلعون الجمهور والمجتمع على أدائهم العملي وما توصلت إليه دراستهم الأكاديمية.
وافاد بان المعهد يشارك بفرقته الأوركسترالية التي تضم الطلبة والمدرسين باحياء العديد من الفعاليات في الكويت لاسيما الفعاليات الخاصة بالمعهد والأعياد الوطنية وغيرها مؤكدا أهمية المشاركات الدولية التي يحرص المعهد من خلالها على رفع اسم وعلم الكويت عاليا ويرسل رسائل الحب والصداقة الى شعوب العالم.
واشار الديهان الى عدد من الفعاليات هذا العام منها احتفال سفارة الكويت لدى جمهورية لاوس في فبراير الماضي التي اعتبرت أولى الأمسيات العربية والخليجية فيها ولاقت استحسان المجتمع هناك وتناولتها وسائل الاعلام المختلفة ونقلت صورة عن الكويت والدول العربية من خلال فنها واهتمامها الحضاري بالموسيقى.
وقال ان العام المقبل سيشهد انطلاقة أول المهرجانات الموسيقية للمعهد العالي للفنون الموسيقية ويتخلله عدد من الأمسيات الموسيقية والندوات الثقافية يحييها مدرسو وطلبة المعهد اضافة الى ضيوف من الدول العربية والعالمية مشيرا الى عزم المعهد على جعل هذه الفعالية دورية بشكل سنوي لتكون ملتقى للموسيقيين الأكاديميين من شتى أرجاء العالم واطلاق المواهب واكتشافها .