الرياض ـ وكالات
تراجع في الآونة الأخيرة الإنتاج الأدبي الخاص بكتابة أدب الطفل نتيجة توافر عناصر حديثة جاذبة ومغرية للأطفال عوضا عن الكتاب، حيث باتت المجتمعات العربية بشكل عام والخليجية منها بشكل خاص تفتقر لثقافة أدب الطفل، إذ لا تزال الأعمال التي قدمت في هذا المجال منذ بداية انطلاقها في عام 1390 هجرية حتى الآن محدودة. ويقول الكاتب الدكتور عبد الله بن حسن آل عبد المحسن رائد مسرح الطفل في الخليج العربي، إن توجه الكتاب السعوديين الجدد لصناعة أدب الطفل يعد قليلا جدا ومقتصرا على بعض الاجتهادات الكتابية. وأوضح آل عبد المحسن لـ"الاقتصادية" أن أدب الطفل في المشهد الثقافي السعودي تراجع في الوقت الحاضر عما كان عليه سابقا لعدم وجود خطط لمواد مطبوعة، إضافة إلى كثرة مغريات الحياة وتعدد الخيارات التي تغني عن قراءة القصص لدى الأطفال رغم افتقاد هذه المغريات الحديثة لمفاهيم غرس العادات الحسنة والقيم والفضيلة عند الصغار، وإن كانت روايات الأطفال شحيحة على مستوى عالمنا العربي، منوها إلى أن بداية الروايات وقصص الأطفال في الخليج انطلقت من ترجمة الروايات الأجنبية كسندريلا أو حكايات مقتبسة من ألف ليلة وليلة. وأرجع سبب عدم وجود الكتابة الموجهة للطفل في المملكة لافتقاد التشجيع والدعم وقلة الإمكانات لدى بعض الكتاب في ظل صعوبة الكتابة للطفل التي تتطلب احتياجات كثيرة مصاحبة لها وتداخلها مع أمور متشابكة وجهود مكثفة من قبل جهات متعددة منها وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التربية والتعليم، مضيفا أن الكتابة للطفل بشكل خاص تحتاج إلى تمرن وقدرة عالية تفوق قدرة الكتابة للكبار وخيال واسع ومفهوم مختلف تمتاز بقدرتها على تقليد الآخرين وتقمص الشخصيات مع مسايرة التقدم الزمني لتنمية المهارات العلمية والفكرية. وشدد الدكتور آل عبد المحسن على أن عملية الرقابة على النصوص الموجهة للأطفال ضرورية، إضافة إلى رقابة الكاتب الذاتية لمراعاة ما يقدم ومدى مناسبته لعقلية الطفل وإدراكه، خاصة أن الطفل يخزن في ذاكرته ما يراه أو يشاهده وتنعكس فيما بعد على سلوكياته الحياتية وكيفية تكيفه مع مجتمعه، داعيا إلى ضرورة تبني مؤسسات مجتمعية متكاملة لأدب الطفل والاهتمام به. ويتوافق رأي الكاتبة الروائية سارة العليوي مع سابقها في أن إشكالية تراجع أدب الأطفال وأولويته لا تختص بالمشهد الأدبي في السعودية، وإنما هي إشكالية سائرة على الساحة الثقافية في دول العالم العربي، متسائلة في الوقت نفسه عن وجود الطفل بمفهوم الطفولة في الأجيال الماضية التي تملؤها البراءة دون تأثير الوسائل الإلكترونية الحديثة وأجهزة الهاتف المحمول.