عالم آثار اسباني

حاضر العالم الاثري والمستكشف الاسباني خوان مونييث في ندوة نظمت بمعهد ثيربانتس مساء امس الثلاثاء حول معبد الافاعي بوصفه ملاذا من العصر البرونزي , شارك فيها الدكتور زيدان كفافي استاذ الاثار في جامعة اليرموك .
واشار مونييث الذي يشغل مدير بعثة الآثار الإسبانية في جبل المطوق بالزرقاء ، الى جملة من الاعمال والحفريات الحديثة التي ادت الى بروز نتائج تثري من قيمة المكان الاردني وتدلل على اهميته التاريخية والحضارية .
وعاين كفافي في الندوة المستوطنات في وادي الزرقاء في أوائل العصر البرونزي: مثال منطقة جبل أبو الثواب، حيث جاءت اقامة مثل هذه الندوة للتعريف بموقع جبل المطوق الأثري في الزرقاء وبأعمال الحفريات التي تقوم بها بعثة الآثار الإسبانية في الأردن منذ ثمانينيات القرن الماضي حيث حظيت بتقدير واهتمام المتخصصين في جميع أنحاء العالم.
ورأى القائمون على معهد ثيِربانتِس ان تكريس ركن خاص من بين الفعاليات الثقافية التي ينظمها المعهد بشكل دوري في تناول مثل هذا النوع من الاكتشافات الأثرية الفريدة يجيء لفهم نشأة العصر البرونزي في الأردن وحتى على مستوى منطقة الشرق الأوسط ويتيح للمعرفة الانسانية محاولة فهم افضل للتطور الانساني في البيئة الاردنية في اكثر من حقبة تاريخية .
وقال مونييث لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان مشروع جبل المطوق الذي تشتغل عليه البعثة الاثرية الاسبانية ياتي ايضا بتعاون مع جامعة روما وجامعة بيروجيا في ايطاليا، مشيرا الى ان عودة البعثة ثانية الى اكتشاف المنطقة تاتي امتدادا لجهود بعثة الدكتور الراحل خوان فرانديث الذي تمكن من جمع معطيات جديدة في استكشاف منطقة جبل المطوق .
واوضح ان البعثة وجدت في المنطقة مخزونا هائلا من الاكتشافات عقب تتبع جهود علمية واثرية ومعرفية سبق ان بدأها عالم اثار انجليزي - هامبري تينسن- لمنطقة الخربة السمرا وسجلها في دراسات وابحاث قبل ان تقوم البعثة الاسبانية بالتوسع في اكتشافها لتصل الى جبل المطوق.
وبين ان الغاية الرئيسة للبعثة في جبل المطوق هي دراسة حقبة العصر البرونزي القديم والتي كانت بداية التمدن حيث اعتبر هذا المكان نقطة البداية في انطلاق مظاهر التمدن والانتشار بارجاء العالم .
وقال الاكاديمي كفافي ان موقع جبل المطوق يشمل منطقة القنية وحوض نهر الزرقاء ويشكل عمقه التاريخي مادة خصبة للمكتشفين والمهتمين والدارسين في موضوعات التطور الحضاري للامم، مثلما غدا ايضا في صلب اهتمام مؤسسات اكاديمية عالمية نظرا لطبيعة المنطقة التي تصل الى فترة ثلاثة الاف عام ويزيد قبل الميلاد.
ورأى ان الاهتمام بالمنطقة لم يكن بدواع سياحية بقدر ما هو دراسة لموضوع خروج المنطقة من طور القرية الى المدينة مبينا ان مناطق طبربور وعين غزال والسخنة وجرش وجبل القلعة وقصر الحلابات , جميعها مناطق غائرة في التاريخ لاكثر من مليون سنة شهدت تحولات حيث اشار الى ان المنطقة ما زالت تحتاج الى المزيد من الاكتشافات الاثرية واجراء الدراسات عبر التعاون مع قدرات وكفاءات علمية لدى مؤسسات اكاديمية راسخة في هذا النوع من الاهتمامات, ودعا الحكومة الى التعاون مع تلك البعثات الاستكشافية .