صدر أخيرًا عن ولاية باتنة كتاب بعنوان "باتنة بصمة الحضارة" وهو عبارة عن جولة ممتعة وساحرة في ماضي وحاضر باتنة وإطلالة على آفاقها المستقبلية. ويتضمن الكتاب عبر صفحاته الـ 337 (الحجم الكبير)، التي جاءت في طبعة فاخرة وأنيقة شروحات وافية عن ولاية باتنة من خلال 6 فصول كانت بدايتها بتقديم الموقع الجغرافي لعاصمة الأوراس، ثم التعريف بأصل تسمية باتنة وسكانها عبر التاريخ، ليخصص الحديث بعد ذلك للحديث عن العادات والتقاليد والفلاحة (الزراعة) والموارد المائية والسياحة، لتأتي آفاق الولاية المستقبلية في الفصل السابع والأخير. ويتجلى جمال الكتاب في المساحة الكبيرة التي أعطيت للصورة حتى تتكلم بصدق عن كنوز المنطقة عبر التاريخ والتحولات التي طرأت على الولاية لتصبح اليوم قطبًا تنمويًا مهمًا، فالذي يتصفح الكتاب يجد نفسه قد اختصر الزمن وكذا الأمكنة، لأنه ببساطة يدخل ومن الصفحة الأولى في عالم آخر من السحر والجمال، ويكتشف الطبيعة الأوراسية بكل ألوانها الزاهية، وجمال رجالها ونسائها وبساطة حياتهم التي تعطيها العادات والتقاليد بعدًا آخر يتميز عن باقي ربوع الجزائر بخصوصيات ذات نكهة فريدة. فمن الجبال والغابات والسهول والوهاد إلى المعالم الأثرية ذات الشهرة العالمية كتيمقاد (تاموقادي) ولمبيز (لمبزيس) وزانة وطبنة والضريح الملكي النوميدي إمدغاسن، ثم المواقع التاريخية التي تعد شاهدًا على الثورة التحريرية، التي انطلقت شراراتها الأولى من قلب الأوراس في باتنة بفضل رجال بواسل قدموا النفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر، وفي مقدمتهم الشهيد مصطفى بن بولعيد. ولم يغفل الكتاب الذي ألم بكل ما تزخر به ولاية باتنة وفي كل المجالات الوجهات السياحية الفتانة التي تشتهر بها المنطقة كشرفات غوفي والمخازن الجماعية في أعالي جبل الأوراس، لا سيما تلك الواقعة على طول ضفة الوادي الأبيض، والتي تعرف محليًا بثيقليعث، وخصص الكتاب فصلاً كاملاً للتنمية المستقبلية للولاية، والمشاريع الكبرى التي ستتعزز بها في مختلف الميادين، لا سيما النقل والري والفلاحة (الزراعة) والسكن والتعمير والصناعة، مما يؤهلها لتصبح قطبًا اقتصاديًا مهمًا في البلاد. وجاء في تقديم كتاب "باتنة بصمة الحضارة" من طرف والي الولاية حسين مازوز "هي باتنة أمنية الأرض، اختصار المسافة بين أزمنة فصول السنة، هي التنوع والتعدد والثراء في بيئة واحدة حملت كل معاني الحياة، هي باتنة التي تلبس اليوم حلة جديدة في عهد جديد عنوانه التنمية الشاملة، وفق رؤية وطنية ذات نظرة ثاقبة للمستقبل". ويُعد هذا الكتاب الذي يعرف بباتنة في نسختين الأولى بالعربية والثانية بالفرنسية دعوة صريحة للسائح الوطني وكذا الأجنبي إلى اكتشاف سحر باتنة، والتمتع بجمالها.