جانب من الندوة

نظمت جامعة باريس السوربون – أبوظبي ندوة فكرية أدارها الفيلسوف الفرنسي الشهير ميشال أونفراي أعقبتها حلقة نقاشية وذلك بمقر الجامعة في جزيرة الريم بحضور العديد من الطلبة والأساتذة و المفكرين المهتمين بالثقافة والفلسفة.
وتحدث المحاضر عن علاقة الفلسفة بالأدب وأهمية الفلسفة في نشر السلام بين الشعوب وتطرق إلى كتبه ومشواره الفلسفي وتأسيسه للجامعة الشعبية وكيف أصبح من أكثر الفلاسفة مقروئية في أوروبا.
وبدأت الندوة بتعريف الفلـسفة كحقل للبحث والتفكير يسعى إلى فهم الواقع ويحاول أن يكتشف ماهية الحقيقة والمعرفة وأن يدرك ما له قيمة أساسية وأهمية عظمى في الحياة.
وناقشت الندوة استخدام الفلسفة للأدب في التعبير عن الحقائق الفلسفية بإعتبارها علما أو بحثا يمكن تحقيقه عن طريق اللغة التي تعتبر جوهر اشتغال الأدب ونواته كما يمكن أن تقدم الفلسفة قراءات فلسفية لنصوص أدبية وأن تمد الأدب بموضوع للتفكير الفلسفي.
وأوضح الفيلسوف ميشال أونفراي أن فكرة تدريس الفلسفة في جامعات شعبية مجانية على شكل محاضرات تهدف لأن تكون الفلسفة متوفرة أمام الجميع وسهلة الفهم والاستيعاب ويقدر عليها الصغير والكبير والفقير والغني خاصة القارئ وغير القارئ.
وأشار إلى أن الجامعة الشعبية التي أنشأها في باريس عام 2002 لا تنصب على إنتاج معرفة بل تؤسس نموذجا اجتماعيا ..لافتا إلى أن الجامعة الشعبية ترمي إلى تمكين الأفراد من تكوين ذواتهم وبنائها لذلك يأتي إليها من يشاء ويغادرها من يشاء ولا وجود فيها لرقابة ولا لواجبات التسجيل.
وأكد الفيلسوف الفرنسي أن الأساتذة بالجامعة الشعبية كلهم متطوعون وفضلا عن ذلك فهي فضاء حيث تدرس معارف بديلة بطريقة بديلة بمعنى أنها تقوم بتدريس ما لا يدرس بالجامعة وبها أيضا التحليل النفسي والفن المعاصر وموسيقى الجاز والسينما.
وأختتمت الندوة بنقاش لمجموعة من الطلبة من تخصصات الدراسات الأدبية والثقافية وطلبة الماجستير وبعض المثقفين الحاضرين حيث عقب الطلبة الحاضرون على فكرة انتشار الجامعات الشعبية في فرنسا وما تؤديه من خدمة تنويرية للمجتمع.
كما ناقش الحضور كتاب أونفراي "النظام التحرري" الذي يعيد للكاتب والفيلسوف والمؤلف المسرحي والروائي الفرنسي ألبير كامو مكانته.
وأكد الحضور أن كتابات ميشال أونفراي تمتاز بجمال الأسلوب ووضوح الأفكار وسعة العلم وقوة الحجة فالفكرة في كتاباته رغم تعقيدها تصبح بسيطة والفلسفة معه مفهومة مما يفسر نجاحه ..مشيرين إلى أن كتبه وأعماله تحمل دعوة جميلة للتمتع بكل لحظة من الوجود والتذكير بأن فوق هذه الأرض ما يستحق الحياة.