استذكرت مؤسسة المدى للثقافة والفنون ،النحات العراقي الكبير محمد غني حكمت صاحب، كهرمانة  وشهرزاد  وشهريار ، والنصب الأربعة الجديدة التي ارتفعت في فضاءات بغداد. في بداية الاحتفالية التي حضرها "العرب اليوم" " قدم الناقد الدكتور جواد الزيدي عرض فيلم (سندباد بغداد) من إنتاج مؤسسة المدى يتناول سيرة الفنان الراحل الحياتية والمهنية وأبرز المحطات في تاريخه الأبداعي. وقال الناقد الزيدي خلال الاحتفالية ،عامان على ذكرى الرحيل مرت سريعا على صورة  الشيخ المهرول  بعيداً عن جنائن معشوقته بغداد بفعل المحتوم عليه، وعلينا تاركاً ليل المساءات يروي للعشاق الذين تقاذفتهم شظايا الموت حكايا المحبة على أسوار كهرمانة وأبي نؤاس  وتحت جذائل شهرزاد .. حكايا تفوح منها محبة الأثر ومعاني الشعر حين  تمتزج بموجات دجلة عندما يشير إليها المتنبي المنتصب على  حواف الشارع المؤدي  إلى النهر. محمد غني حمكت صانع خطاب  الجمال النحتي وما جاوره من بنيات بصرية  لم يكن  نادما على شيء تركه بعده لم يكتمل ، بل نادم على افتراقه لعيون المها التي  ترتحل من صوب الرصافة إلى جانب الكرخ .. الرصافة التي اودع أسرار روحه فيها من نصب وتماثيل وجداريات وقاعة  درس, والكرخ  التي اودع فيها روحه في مقبرة على أطرافها وكأنه يريد لملمة أشياء الوداع المحصورة داخل نقطتين تمتدان من شرق المدينة إلى غربها ، ليؤدي صلاة أبدية عند غروب الشمس على أسراب الأرواح المحلقة في سماواتنا الحزينة . ويقول الفنان التشكيلي  خليل خميس  لـ"العرب اليوم " ،الذي أقام  معرضا  كبيرا  عن الفنان الراحل  في ذكرى رحيله  في قاعته الخاصة  وشارك في الاحتفالية،  قدمت  مجموعة أعمال فنية  ،منها عمل  نحتي  للفنان محمد غني حكمت  وقدمته هدية إلى وزارة الثقافة  لكنها رفضته بلا أسباب  مقنعة .. تصوروا  أن عملا يخلد  الفنان  حكمت  لا توافق  عليه  الوزارة  في حين  أنها قبلت  أعمالا  لآخرين أقل أهمية  بكثير  من حكمت .. وهو عمل  برونزي  قررت  أن أعرضه  في قاعتي مدى الحياة  تخليداً لحكمت . ولد الفنان محمد غني حكمت في بغداد عام 1929،وتخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1953،حصل على دبلوم النحت من أكاديمية الفنون الجميلة روما 1959،حصل على دبلوم المداليات من مدرسة الزكا روما 1957،حصل على الاختصاص في صب البرونز فلورنسا 1961،وهوعضو مؤسس في جماعة الزاوية وتجمع البعد الواحد وساهم في معارض جماعة بغداد للفن الحديث كونه عضو فيها ،وساهم في أغلب المعارض الوطنية داخل القطر وخارجه. وأقام عدة معارض شخصية في روما ،بيروت وبغداد.حصل على جائزة احسن نحات من مؤسسة كولبنكيان 1964.توفى في عمان عام 2011 أبرز أعمال الفنان حكمت تمثال شهريار وشهرزاد وعلي بابا والأربعين حرامي وحمورابي وجدارية مدينة الطب تمثال للشاعر العربي المعروف أبو الطيب المتنبي. ويعد نصب الحرية من أعداد النحات المعروف جواد سليم يعد تصميماً لنصب يجسد المسيرة للشعب العراقي من زمن الاحتلال البريطاني إلى العهد الملكي ثم النظام الجمهوري حتى وافاة الأجل، وأكمل إنجازه تلميذه الذي كان يعمل معه النحات محمد غني حكمت. كما أنجز حكمت في ثمانينات القرن الماضي إحدى بوابات منظمة اليونيسيف في باريس وثلاث بوابات خشبية لكنيسة تيستا دي ليبرا في روما ليكون بذلك أول نحات عربي مسلم ينحت أبواب كنائس في العالم، فضلا عن إنجازه جدارية الثورة العربية الكبرى في عمان وأعمال مختلفة في البحرين تتضمن خمسة أبواب لمسجد قديم وتماثيل كبيرة ونوافير . وكانت أمانة بغداد قد أعلنت عن التعاقد مع النحات العراقي محمد غني حكمت من أجل المباشرة بنصب أربعة أعمال فنية للأخير في ساحات وأماكن مميزة في بغداد ينسقها حكمت بالتعاون مع مختصين في أمانة بغداد ,والأعمال تضم (الفانوس السحري والختم السومري والمرأة التي تمثل بغداد فضلا عن نموذج لعمل نحتي عبارة عن بيت شعري للشاعر العراقـي مصطفى جمال الدين).