المشاركون في الندوة يضيئون على عقبات تعترض العربية تصوير عماد علاء الدين بعد استراحة دامت أشهراً، يعود مجلس ومكتبة جمال بن حويرب ليفتتح موسمه الثقافي الجديد بندوة تحت عنوان «حاضر اللغة العربية ومستقبلها»، تناولت ما تتعرض له اللغة العربية من تهديدات من حيث انتشارها بين النشء الجديد والمؤسسات وسبل تعزيزها في المجتمع وزيادة منسوب التعامل بها في مواجهة هيمنة اللغة الإنجليزية، وحضر الندوة الشاعر جمال بن حويرب، وبلال البدور، الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ود. محمد سالم المزروعي، الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي، ود. محمد عبدالله سعادة، عميد الدراسات العليا في كلية الدراسات الإسلامية في دبي، ود. عبدالله طاهر الحذيفي، مساعد رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الدراسات الإسلامية، وعلي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار في تلفزيون دبي. الندوة استهلها الشاعر جمال بن جويرب بقوله: «إنها السنة الرابعة التي نلتقي بها في هذا المجلس، ونناقش الأمور المهمة، وخاصة في مجال التعليم والثقافة. وفي السنوات الماضية، قمنا بتوثيق أكثر من ثمانية دوائر وكذلك مجلة (أخبار دبي)، بشكل بطيء ولكن باستمرارية»، مضيفاً أن موضوع اليوم هو «حاضر اللغة العربية ومستقبلها»، وقال: إنه «على الرغم من أن هذه اللغة هي لغة القرآن الكريم، إلا أنها تمرّ بأزمة لم تختلقها هي، بل اختلقناها نحن.  وهناك محاولات كثيرة من الحكومة والأفراد والمؤسسات من أجل النهوض بها إلى أعلى المستويات، والتصدي لكل مظاهر التغريب التي تتعرض لها. ومن شأن ذلك أن يزعزع الثقة بالنفس، ويقلل من الإبداع. لكن هذه المحاولات لم تكن مجدية، على الرغم من التحذيرات المتكررة من علماء ومفكرين ومثقفين وقادة أمثال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، ومساعيه في الحفاظ على اللغة العربية، حيث أشار إلى تدهور مستواها». وأشار بن حويرب إلى أن تدهور اللغة العربية يتضح من خلال إلقاء نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة مثل (الفيسبوك) و(تويتر). متسائلاً: «كيف يمكن أن تتدهور لغة مجد العرب، وعنوان تاريخهم؟». حماية اللغة وقال بلال البدور: «لسنا ضد أية لغة، بل إننا مع جميع اللغات، ولكن ليس على حساب اللغة العربية». وأورد أمثلة تؤكد أن الأمم تفتخر بلغتها، كما فعلت الصين حين ترجمت رواية هاري بوتر بعد أيام من صدورها إلى اللغة الصينية من أجل أن تكون في متناول الجميع. كما أن رئيس وزراء فرنسا غادر الاجتماع لأن أحد وزرائه تحدث باللغة الإنجليزية. تلك أمثلة تدل على اعتزاز البلدان بلغاتها الأصلية. وتءرق بلال البدور إلى منظمة اليونسكو قائلاً: «في عام 1999، أصدرت اليونسكو قاموس اللغات، وتحدثت عن اللغات التي توقف 30 بالمائة من متحدثيها عن استخدامها، ما يجعلها عرضة للموت. وهناك 3000 لغة مهددة بالموت». كما أشار إلى مؤتمرات اللغة العربية في كل من بيروت ودبي والاحتفال بيوم اللغة العربية، وإلى ميثاق اللغة العربية الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، التي تتضمن دعوة صريحة للحفاظ على اللغة العربية من خلال الممارسة. ورأى بلال البدور، أن نظام التعليم هو المسؤول الأول والأخير عن اللغة العربية في جميع المراحل، ومن الخطأ الجسيم إلغاء حفظ الشعر والقرآن في المدارس، حيث لا بد للتعليم أن يعود من الجزئي إلى الكلي وليس العكس، أي من الحروف إلى الكلمات. مركز زايد وتحدث د. محمد بن سالم المزروعي عن زيارته إلى مركز زايد للدراسات العربية والإسلامية الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد في الصين، وهو المركز الذي يخرّج نخبة من المترجمين والمعلمين في اللغة العربية. وقد تم تجديد المركز من قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأشار إلى أن المجلس الوطني الاتحادي يسعى إلى تعزيز اللغة العربية من خلال إعداده تقارير اللجان المختصة، ولكن المجلس فوجئ بأن بعض المؤسسات تخاطبه باللغة الإنجليزية رداً على رسائلها المكتوبة باللغة العربية. وقال المزروعي: «لكننا لم نناقش لحد الآن قانون إلزام استخدام اللغة العربية، لكننا نطرح هذا التشريع، الذي يعتبره المجلس ظاهرة اجتماعية، راجين أن يشاركنا فيه المجتمع. وهو ينطلق من حاجة المجتمع إلى هكذا قانون». وسجل علي عبيد الهاملي ثلاث ملاحظات حول موضوع الندوة، مؤكداً أن المتقدمين للعمل في الإعلام يعكسون واقع تردي اللغة العربية، فيما عدا جامعة الشارقة، وأغلبهم لا يتحمسون للعمل في الصحف والإذاعة والتلفزيون. لذلك فالتعليم هو الأساس، وأن من لا يجيد اللغة الإنجليزية لا يستطيع إيجاد العمل، وأنه لا يكفي القول إن اللغة العربية محمية بالقرآن الكريم، لأنها لغة ليست دينية فقط، فالمسيحيون قدموا الكثير للغة العربية، لذا فالعربية هي لسان قبل كل شيء. واختتمت الندوة بالتقاء الآراء حول ضرورة تعزيز اللغة العربية، لأنها عصب الثقافة العربية، وعامل تطور المجتمع نحو آفاق المستقبل. العربية وسوق العمل قدم الدكتور محمد عبد الله سعادة، عميد الدراسات العليا في كلية الدراسات الإسلامية في دبي، إحصائيات عن علاقة دراسة اللغة العربية بسوق العمل، من خلال تخريج 134 طالب ماجستير و11 طالب دكتوراه، وهناك 66 طالبة تعملن في المؤسسات الحكومية من حملة الماجستير والدكتوراه. كما أن هناك 624 طالبة من حملة الليسانس يعملن. هذه الإحصائيات تدل على أن التركيز على اللغة العربية وتخريج الطلبة من خلالها أمر يلقى التشجيع من مؤسسات الدولة، بينما تخرج الكلية ما لا يقل عن 400 طالب وطالبة سنوياً من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.