باريس ـ وكالات
يقدم الراقصون الصغار المبتدئون في أوبرا باريس أسبوعاً من العروض في منتصف نيسان (أبريل) الجاري، احتفالاً بمرور 300 سنة على تأسيس مدرسة الرقص المرموقة التي تعتمد على الشغف الذي يدفع بأصحابه إلى النجومية، أكثر من اعتمادها على التمارين الشاقة المؤلمة. ويتمرّن المبتدئون في مركز يحيط به متنزه قرب منطقة نانتير، داخل مبنى أبيض صممه المهندس المعماري كريستيان دو بورتزامبرك في عام 1987، حيث تستقبل الشابات الزوّار بنصف انحناءة، في حين يومئ الشباب برؤوسهم. وفي منتصف النهار، بين نهاية الصفوف الدراسية وقبل بداية صفوف الرقص، يحمّي أصغر الطلاب عضلاتهم بممارسة رياضة البادمنتون، في حين يتمرن البعض الآخر تحت لوحات لفاسلاف نيجينسكي وجيسلن تيسمار. وتؤكد مديرة المدرسة غليابيت بلاتيل أن «الطلاب يتعلمون هذا الفن بفرح وبمزاج حسن». وتضيف المديرة التي كانت من الراقصات النجمات في فرقة رودولف نورييف أن «الشغف هو عينه بين الطلاب جميعهم والمسألة ليست مسألة فرض أو واجب»، بل هدفها كسر الصور النمطية. وتتباهى المدرسة المجانية بجودة تعليمها. وتجرى الفحوص ابتداء من سن الثامنة، وينبغي على المرشحين الامتثال لمعايير محددة للوزن والطول، وفق أعمارهم. وتشرح مدربة الرقص كارول اربو التي كانت راقصة نجمة: «لرقص الباليه، ينبغي أن يكون المرء نحيفاً وطويل الساقين، ليس طويلاً أو قصيراً من حيث القامة». ويتوجب على الطلاب الذين يخفقون في فحوص نهاية العام الدراسي التي تخول الارتقاء إلى المستويات العليا مغادرة المدرسة. وفي غضون شهرين الى ثلاثة، ستشارك إيدا وروكسان البالغتان من العمر 17 سنة ونصف سنة في مسابقة اختيار الراقصين في أوبرا باريس. والمناصب الشاغرة محدودة من منصبين اثنين إلى 8 مناصب، بحسب السنوات واحتمالات الإحالة على التقاعد (في سن الثانية والأربعين). والمرشحون إليها هم نحو عشرين فرداً. وتقر إيدا التي اكتشفت مواهبها خلال مهرجان صيفي وقدمت من هلسينكي عاصمة فنلندا إلى باريس قبل أقل من سنة: «هنا نبذل جهداً أكبر، التمرينات أصعب من تلك التي كنت أقوم بها في فنلندا». أما روكسان، فهي ترقص منذ صغرها وقدمت إلى نانتير عندما كانت في الحادية عشرة، بعد أن عاشت في بروكسيل وأمضت سنوات في مقدونيا مسقط رأس والدها.