توفي بوب غودفري رسام الفيلم الكرتوني الشهير "روبراب آند هاندي كاتس" عن عمر يناهز الحادية والتسعين عاما. ومع أن غودفري فاز بجائزة أوسكار عن فيلمه القصير "غريت"، الذي يتناول السيرة الذاتية للمهندس ايسامبارد كينغدام برونيل، إلا أنه لا يزال مشتهرا بأعماله التلفزيونية أيضا. وكان غودفيري، الذي عاشت معه مهنة تصميم الأفلام الكرتونية لفترة امتدت لـ 50 عاما، هو مخرج سلسلة كارتون الأطفال البريطانية "نوح آند نيللي إن سكايلارك"، إضافة إلى سلسلة أفلام الكرتون الفاضحة "هنري 9 تو 5". كما أحرز غودفري ثلاثة جوائز من الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون "بافتا"، وحصل أيضا على وسام عضو الإمبراطورية البريطانية "ام بي إي" في يوليو/تموز 1986. وُلد غودفري في أستراليا في الخامس والعشرين من مايو/آيار عام 1921، إلا أنه تلقى تعليمه من شرق العاصمة البريطانية لندن. وبدأ مشواره الاحترافي كرسام فني في مجال الإعلانات، وذلك قبل أن يلتحق في أوائل خمسينيات القرن العشرين باستوديو لاركين الإبداعي الذي صممت فيه أولى أفلامه الكرتونية. وفي منتصف الخمسينيات، انضم غودفري للعمل مع جيف هيل و كيث ليرنر، وانضمت إليهم في وقت لاحق نانسي هانا وفيرا لينيكار، ليشتركوا معا في عمل أفلام سير ذاتية وتصميم أولى الإعلانات التجارية التي ظهرت على شاشات محطات التلفزيون المستقلة، التابعة للخدمة العامة لشبكة التلفزيون التجاري البريطاني. إلا أن غودفري كان يسعى للخروج عن سياق الفن الكرتوني الأمريكي التقليدي في إنتاج الأفلام الكرتونية, متمثلة في أفلام ديزني. لذا اهتم بتقديم أعمال غير تقليدية مثل كرتون "دو ات يور سيلف كارتون كيت" والذي أنتج عام 1961. ووضع غودفري بصمته في توجيه السوق نحو نوع جديد من الأفلام الكرتونية الخاصة بالبالغين, مثل "هنري 9 تو 5"، وفيلم "كاما سوترا رايدس أغين" الذي رشح لجائزة أوسكار وللعديد من الجوائز الأخرى بعد أن اشترى الفيلم أمريكيٌّ بمبلغ 150 جنيه استرليني. وظهر بعد ذلك بوقت قليل فيلمه القصير "غريت" الذي فاز بجائزة الأوسكار، والذي كان ينتقد تصرفات عصر الملكة فيكتوريا وانحدار أوضاع الإمبراطورية البريطانية، حيث إنه فاز بجائزة أكاديمية أوسكار وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون "بافتا" عام 1976. وعمل غودفري أيضا على تصميم السروم المتحركة في الفيلم الكرتوني الكلاسيكي"روبارب"، الذي كان من إنتاج غرانغ كالفيلي وصوت ريتشارد بريرز والذي توفي في وقت سابق من هذا الأسبوع. ولا يزال ذلك الفيلم الكرتوني يحوز على إعجاب الكثيرين حتى هذه الأيام، وتدور أحداثه حول مشاكسة بين كلب وقطة في مشاهد مصحوبة بألحان لا تنسى. ولم يكتف غودفري بالاشتراك مع كالفيلي وبريرز مرة واحدة، حيث جمعهم إلى بعضهم البعض مرة ثانية عام 1976 فيلم نوح ونيللي إن سكيلارك، ليعودوا وبقوة إلى أعمال الأطفال التلفزيونية في فيلم "هنريز كات" في أوائل ثمانينيات القرن الماضي. ومع بلوغه سن الثمانين، واصل غودفري العمل في مجال الإعلانات التجارية والأعمال التلفزيونية، ليكون فيلمه "ذا ميوزيكال" هو آخر أعماله في عام 1999. وأثناء عمله كمدرس لفن الرسوم المتحركة، أفاد لصحيفة الغارديان عام 2001: "إنني أقوم بتعليم أساسيات فن الرسوم المتحركة، وما يتبقى بعد ذلك من إبداع فهو مرهون بمهارة الرسام نفسه."