الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
وصل رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت، صباح الثلاثاء، إلى الخرطوم، على رأس وفد وزاري رفيع، وكان في استقباله في مطار الخرطوم الرئيس عمر البشير وعدد من أعضاء حكومته وسفراء الدول المعتمدين. وسيعقد الجانبان مباحثات تركز على تطوير العلاقات الثنائية وتطبيق اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين وتنشيط التعاون في مجالات النفط، المعادن، الصناعة، المال، التجارة والاستثمار. ورحب وزير الثقافه والإعلام الناطق باسم الحكومة الدكتور أحمد بلال عثمان بزيارة الرئيس سلفاكير ووفده للخرطوم. وقال: إنها خطوة مهمة لإعادة علاقات البلدين لوضعها الطبيعي. وأضاف أن "زيارة سلفاكير نقطة جوهرية في تطوير علاقات البلدين، في ظل توفر الإرادة السياسية التي نلمسها لدى حكومة دولة الجنوب"، مشيرًا إلى أن "المباحثات ستركز على تنفيذ اتفاقات التعاون والوصول إلى تفاهم بشأن أبيي، دون اللجوء الى اتخاذ قرارات أحادية"، وكانت الزيارة الأخيرة لسلفاكير إلى الخرطوم العام قبل الماضي. وتأتي الزيارة في وقت بدت فيه الدولتان أقرب إلى حل خلافاتهما عبرالحوار والتفاهم السياسي، بعيدًا عن التصعيد العسكري، وقوبلت زيارة سلفاكير بارتياح من المتابعين لتطورات علاقات البلدين بعد انفصال الجنوب عن الشمال العام قبل الماضي. ووصف وزير الخارجية في جنوب السودان برنابا مريال بنجامين الزيارة بأنها "تأكيد على عمق العلاقات والروابط التي تربط البلدين"، مضيفًا، في تصريح لـ "العرب اليوم" أن "بلاده راغبة في بناء علاقات قوية وراسخة مع السودان". ومن ناحيته، أعرب رئيس حزب "تحرير السودان الأم" محي الدين عبد الجبار عن "أمله في أن يتم تجاوز الملفات العالقة بين البلدين، وهي ملفات الأمن والحدود والبترول وأبيي". وقال في تصريحات لـ "العرب اليوم": إن حل هذه الملفات مجتمعة يبقى هو المطلوب، لكنه عاد وقال: إذا استقرت الأوضاع الأمنية على الحدود، فبقية الملفات ستجد الطريق نحو الحل، مضيفا أن "حل وتجاوز أزمة أبيي ينبغي أن يلعب فيه أبناء المنطقة دورًا بارزًا، فالمنطقة تعد منطقة تداخل قبلي وتمازج اجتماعي، وبشأن ملف البترول". ويؤكد رئيس حزب "تحرير السودان الأم" أن "انسيابه مهم جدًا، لأنه يلعب دورًا مهما في دعم اقتصاد البلدين وتحسين النواحي المعيشية لسكان البلدين، خصوصًا في ظل ظروفهما الحالية، ورأى أن التعنت في حسم هذا الملف الحيوي من شأنه التسبب في خسارة فادحة لكليهما"، وأضاف "في اعتقادي أنه من الأفضل لدولة جنوب السودان البحث عن مصالح شعبها". وفي رد عن سؤال لـ "العرب اليوم"، بشأن ما إذا كان الرئيس سلفاكير يستطيع القيام بدور توفيقي بين الخرطوم وخصومها من العناصر المسلحة في الجبهة الثورية، أجاب "يمكن لسلفاكير أن يفعل ذلك، فهو في الآونة الأخيرة وخصوصًا بعد تشكيل حكومته الجديدة وخروج العناصر والوجوه القديمة المشاكسة، سيجد نفسه في وضع مختلف يمكنه من لعب دور كبير في تغيير علاقاته مع السودان والآن لديه مساحة ويمكن له بموجبها أن يلعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين البلدين في المقام الآول وبين الحكومة السودانية وخصومها من قادة الجبهة الثورية، خصوصًا الحركة الشعبية قطاع الشمال، وقال محي الدين عبد الجبار: سلفاكير الآن في الطريق الصحيح، إذا خلصت النوايا.