رام الله ـ بنا
يواصل الوفد النيابي البحريني الذي يضم النائبين: أحمد الساعاتي وابتسام هجرس، زيارته التضامنية لفلسطين، ولقاء القيادات والمسؤولين الفلسطينيين، وزيارة عدد من المحافظات والفعاليات والمؤسسات، وبحث سبل التعاون والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك بصحبة سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، طه محمد عبد القادر، حيث اجتمع الوفد بوزير الخارجية، د.رياض المالكي، وبوزير شؤون المرأة، السيدة ربيحة ذياب، وبوزير الحكم المحلي، سائد الكوني، وتم التباحث في سبل تعزيز العلاقة بين البلدين الشقيقين. واستقبل وزير الخارجية الفلسطينية د. رياض المالكي، في مكتبه بوزارة الخارجية في مدينة رام الله، النائبين الساعاتي، وهجرس، والسفير الفلسطيني، وقدم للوفد شرحا عن سير المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الجارية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وتفاصيل نتائج زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي تمت قبل أيام، والمواقف الإسرائيلية الأخيرة بشأن هذه المفاوضات. وأكد الوزير المالكي على أهمية الدعم العربي للموقف الفلسطيني والمستند على مبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة، مشيراً الى تعنت الجانب الإسرائيلي الذي يحاول إفشال المفاوضات عن طريق طرح شروط تعسفية لإظهار الفلسطينيين بأنهم الذين يرفضون السلام. وأوضح بأن القيادة الفلسطينية لديها العديد من الخيارات السياسية في حالة عدم التوصل إلى اتفاق يلبي مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها بسط سيادتها الكاملة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ومعابرها الدولية والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين، وإزالة البؤر الاستيطانية وعودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. ومن جانبهما جددا النائبان، أحمد الساعاتي وإبتسام هجرس، تأكيد موقف مملكة البحرين الثابت والمبدئي بالوقوف مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقالا بأن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، يؤكد في جميع المحافل والمناسبات على هذه المواقف المؤيدة للشعب الفلسطيني إلى جانب تبني مملكة البحرين لعدد من المشاريع الإنسانية وإقامتها في أراضي السلطة الفلسطينية للتخفيف من معاناة هذا الشعب الشقيق من الاحتلال الغاشم. من جهة ثانية قال وزير الحكم المحلي الفلسطيني سائد الكوني، خلال لقائه بالوفد النيابي البحريني، وسفير دولة فلسطين لدى البحرين طه محمد عبد القادر، بمقر الوزارة في مدينة البيرة، إن الوزارة تسعى لتفعيل علاقات التوأمة بين الهيئات المحلية الفلسطينية ونظيرتها البحرينية، لما لها من آثار إيجابية تعود بالنفع على البلدين في مختلف المجالات. وأشار إلى أن الفلسطينيين يرحبون بزيارة أشقائهم العرب باستمرار، الأمر الذي يتيح لهم التعرف على حجم المعاناة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء ممارسات الاحتلال بحقه. ووضع الكوني الوفد الضيف بصورة الوضع العام لقطاع الحكم المحلي وما وصلت إليه الهيئات المحلية، مشيرا إلى أنها تشكل اللبنة الأساسية للدولة المستقبلية، وأن الوزارة تسعى لتثبيتها من خلال دعمها بالعديد من المشاريع التي تمكنها من القيام بواجباتها تجاه المواطنين على أكمل وجه وتقديم أفضل الخدمات لهم. وأشار إلى أن البروتوكول التعاوني المنوي توقيعه بين الحكومتين الفلسطينية ونظيرتها البحرينية خلال الأيام المقبلة، من شأنه أن يسهم في تنمية وتعزيز أواصر التعاون بينهما في مجال الإدارة المحلية. وشكر الكوني مملكة البحرين ملكا وحكومة وشعبا على دعمهم المتواصل للفلسطينيين، ووقوفهم إلى جانب أشقائهم في كافة المحافل الدولية والإقليمية. من جهته، أعرب النائب أحمد الساعاتي عن سعادته بزيارة فلسطين والاطلاع عن كثب على الأوضاع الميدانية فيها وملامسته المعاناة اليومية التي يعيشها شعبنا، مؤكدا موقف مملكة البحرين في وقوفها الدائم مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وسعيه الدؤوب لتحقيق دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأن القضية الفلسطينية في بيوت وقلوب كل البحرينيين. وأكد الساعاتي سعي بلاده لتعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمعهم بالفلسطينيين من خلال الزيارات المتبادلة، وتشجيع الاستثمار في فلسطين، ونقل المنتجات والبضائع والمشغولات اليدوية الفلسطينية للبحرين والتعريف بها، نظرا للجودة العالية التي تتمتع بها. وفي سياق آخر أطلعت وزير شؤون المرأة، ربيحة ذياب، الوفد النيابي البحريني بحضور السفير الفلسطيني على أوضاع المرأة الفلسطينية، وأكدت على متانة وعمق العلاقات الفلسطينية البحرينية، والمواقف الداعمة لحقوق شعبنا في الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مشيدة بالدعم الذي تقدمه مملكة البحرين لتعزيز صمود شعبنا على أرضه، في ظل استمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان. وأشارت إلى دعم النظام السياسي ومجلس الوزراء لقضايا المرأة، وإنجازات الوزارة في إعداد الاستراتيجيات الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة، ورفع مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار، والدعم الاقتصادي للمرأة ومشاركتها في سوق العمل، مؤكدة على دور المرأة الفلسطينية في التحرر والبناء، والمحافظة على النسيج الوطني والاجتماعي، والثقافي والتراث، والذاكرة والهوية الوطنية. وقدمت شرحاً عن أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة، ومحاربة الفقر وتخفيف البطالة، وتشجيع الاستثمار والتصدير لمنتوجات المرأة، في ظل فتح مشاريع استثمارية ريادية مستمرة، لدعم تمكين النساء الفلسطينيات. وتحدث الوفد النيابي عن إنجازات المرأة في مملكة البحرين، ومشاركتها السياسية والاقتصادية وعلى مختلف الأصعدة، وأشاد بدور وزارة شؤون المرأة في دعم المرأة الفلسطينية وتحقيق الإنجازات في مجال الدعم السياسي، ورفع نسبة التعليم، والرعاية الصحية، والمشاركة الاقتصادية. وأبدى الوفد استعداده للاستفادة من التجربة الفلسطينية وتبادل الخبرات في مجال تمكين المرأة، من خلال فتح العديد من المشاريع الريادية الاستثمارية لتشغيل النساء الفلسطينيات في فلسطين وتصديرها إلى الخارج. بدوره قال السفير الفلسطيني طه عبد القادر: أن زيارة الوفود البحرينية لفلسطين تأتي للتضامن مع شعبنا الفلسطيني وزيارة القدس الشريف التي تتعرض لهجمة تهويد إسرائيلية شرسة، منوها إلى أن الرئيس محمود عباس يولي الوفود التضامنية الاهتمام الكبير، ويولي مكتب الرئيس الوفود التضامنية رعاية خاصة. وشكر السفير الفلسطيني مملكة البحرين الشقيقة ملكاً وحكومة وشعباً على التضامن مع الشعب الفلسطيني وعلى الاهتمام الواضح بالقضية الفلسطينية وبمعاناة شعبنا.