سلطت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية الضوء على الزيارة الأولى لمستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس التي ستقوم بها لاسرائيل لتنسيق المواقف الأميركية - الاسرائيلية قبل التوصل لاتفاق بين ايران وشركائها في التفاوض (الدول العظمى الست) بخصوص برنامجها النووي.
وذكرت الصحيفة أن رايس ستزور اسرائيل برفقة نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شومان، التي تترأس الوفد الأمريكي للمباحثات مع ايران، كما أن الوفد الأمريكي من المتوقع ان يضم كبار ممثلي وزارة الخارجية والبيت الأبيض ووزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات الأمريكي، بينما سيترأس الوفد الاسرائيلي، المتوقع أن يركز على الملف النووي، مستشار الأمن القومي الاسرائيلي يوسي كوهين. كما ستلتقي رايس بشكل منفصل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضافت الصحيفة أن زيارة رايس تأتي في أعقاب فشل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والتي لطالما شككت في قدرة الادارة الأمريكية على اقناع نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان يقدما التنازلات الازمة للوصول لاتفاق سلام تاريخي. ولكونها أحد المقربين لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فانها عملت في الاسابيع الأخيرة على إقناع الادارة الأمريكية تقليص دورها في عملية السلام بسبب وصولها لطريق مسدود في الفترة الحالية، كما أن منصبها كان له موقف حاسم لتعليق المفاوضات لفترة زمنية.
وشدد مسئولون اسرائيليون، على أنه بالرغم من مشاركة رايس في المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، إلا أن زيارتها، المتوقع إستمرارها ليومين، ستركز بشكل اساسي على الملف النووي لإيران، وذلك قبل ايام من بدء انطلاق الجولة الرابعة في فيينا بين ايران والدول العظمى الست المتفاوضة نيابة عن المجتمع الدولي - أمريكا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، بجانب مناقشة عدد من القضايا الاقليمية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المحادثات التي ستجريها رايس ستتركز حول زيادة التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل في الشأن الإيراني تمهيدا لصياغة الاتفاق النهائي مع إيران..مشيرة إلى أن إسرائيل ترفض أية تسوية مع إيران، وتطالب بتفكيك تام لكل دوائر الطرد المركزية في مفاعل التخصيب المقام تحت الأرض في قم. كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه حان الوقت في هذه المرحلة من المحادثات لفحص، عبر قنوات هادئة، لكيفية التأكد من أن الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه مع إيران يستجيب للمصالح الحيوية لإسرائيل.
وتابعت الصحيفة أن أكثر ما يقلق إسرائيل هو تقليص عدد دوائر الطرد المركزية التي تستطيع إيران تفعيلها لغرض تخصيب اليورانيوم كجزء من الحل الدائم. وأنها تخشى من أن تكون الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، متحمسة للاتفاق مع إيران بما يسمح للأخيرة بالاحتفاظ بدوائر الطرد المركزية على نطاق واسع يبقى لها المجال مفتوحا لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90%، وهو المستوى المطلوب لإنتاج سلاح نووي.
واختتمت الصحيفة بالقول إن مستشار الأمن القومي الاسرائيلي يوسي كوهين، الذي سيترأس الوفد الاسرائيلي في مباحاثاته مع الجانب الأمريكي، عاد مؤخرا من زيارة سرية لبكين، قابل فيها عددا من كبار المسؤلين هناك، وكان الملف النووي الايراني هو محور النقاش، وذلك في إطار جهود إسرائيل لمنع الصين من اضعاف المطالب التي تعرضها الدول الكبرى على إيران.
نقلًا عن "أ.ش.أ"