جهاد الخازن

الشاعر المهجري السوري نسيب عريضة قال:

غريباً من بلاد الشرق جئت / بعيداً عن حمى الأحباب عشت

تخذت أميركا وطناً عزيزاً / فكانت لي كأحسن ما اتخذت

أتاها للغنى غيري وإني / كما جاءوا مع الإقدام جئت

ولكني طلبت بها حياة / مع الحرية المثلى فنلتُ


هو قال أيضاً:

لا حد عندي إذا جارت حدودهم / الشام شامي ومصر أخت لبنان

والمال أهوَن مبذول إذا رفضوا / شوقاً بشوقٍ وتحناناً بتحنان

وفي فلسطين أقداسي وعاطفتي / وفي نجدٍ والقبلة السمحاء إيماني

لي العروبة أمشي في مخارفها / من العراق الى ما بعد وهران

أزهو بثوب فخار من مناسجها / حتى تقرّب أيدي البين أكفاني


رشيد أيوب قال:

ذكرتك يا لبنان والقلب خافق / لذكراك حتى كاد يفلت كالطير

وليس سلواً ما تراه من النوى / ولكنها الدنيا نهتني عن السير

على أن عندي في الفؤاد محبة / إذا متّ يا لبنان أورثتها غيري


وقال ايليا أبو ماضي:

حيّ الشام مهندا وكتابا / والغوطة الخضراء والمحرابا

ليست قباباً ما رأيت وإنما / عزم تمرد فاستطال قبابا

فالثم بروحك أرضها تلثم عصوراً / للعلى سكنت حصى وترابا

واهبط على بردى يصفق ضاحكاً / يستعطف التلعات والأعشابا

روح أطل من السماء عشيةً / فرأى الجمال هنا فحنّ فذابا

وصفا وشفّ فأوشكت ضفاته / تنساب من وجدٍ به منسابا

بردى ذكرتك للعطاشى فارتووا / وبني النهى فترشفوك رضابا


وميخائيل نعيمة خرج من لبنان وبقي فيه، وهو يقول في قصيدة "صدى الأجراس":

بالله شكوكي خلني / وحدي ذا الصوت يناديني

ذا صوت صباي يردده / الوادي وشواهق صنينِ

دن دن دن دن

الزهر يعطر أنفاسي / والزهر يولد في رأسي

أشباحاً راقصة لخرير / الماء وصوت الأجراس

دن دن دن دن

أشجار الغاب تحيينا / وطيور الغاب تناجينا

أغصان الغاب تلاعبنا / وزهور الغاب تلاعبنا

دن دن دن دن


جبران خليل جبران قال:

ليس في الغابات دين / لا ولا الكفر القبيح

فإذا البلبل غنى / لم يقل هذا الصحيح

إن دين الناس يأتي / مثل ظل ويروح

لم يقم في الأرض دين / بعد طه والمسيح

أعطني الناي وغنّ / فالغنا خير الصلاة

وأنين الناي يبقى / بعد أن تفنى الحياة