حافلات المعتمرين

بات مسلسل الحوادث المرورية لحافلات المعتمرين أمراً مؤرقاً للسلطات السعودية، إذ يروح ضحيته الكثير من الحجاج والمعتمرين، في كل عام. وفي ضوء ذلك ألزمت وزارة الحج شركات ومؤسسات الحج والعمرة، بتحديد عدد الرحلات اليومية لسائقي الحافلات، التي تقلّ المعتمرين، مع تسجيل بيانات السائقين، وجدول الرحلات اليومية المغادرة، عبر النظام الآلي للوزارة، بهدف القضاء على الحوادث المرورية.
وبحسب تصريحات صحافية لمدير المرور في العاصمة المقدسة، العقيد سليمان الجميعي، فإن مكة المكرمة شهدت حوالي 390 حالة وفاة، خلال النصف الأول من العام الماضي، فيما شهدت 369 حالة وفاة، خلال النصف الأول من العام الحالي.
وأفصح وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة، الدكتور عيسى الروس، لـ"الحياة"، عن إلزام وزارة الحج لشركات ومؤسسات العمرة بتسجيل بيانات سائقي حافلات نقل المعتمرين، وهوياتهم، في النظام الآلي للوزارة، وتحديد عدد الرحلات لكل سائق يومياً، في كل اتجاه، إضافة إلى إصدار كشف الترحيل لكل رحلة مغادرة، عبر النظام الآلي، مع إظهار بيانات السائق، الذي أُدخلت بياناته سابقاً.
وأوضح الدكتور عيسى أن تلك الإجراءات إلزامية لشركات ومؤسسات العمرة كافة، وستكون متطلباً رئيساً لاستقبال طلبات التأشيرات من الشركاتن في كل شهر، مع إتاحة إمكان التعديل، بالإضافة أو الحذف، مضيفاً "وستتم برمجة النظام بعدم السماح بتجاوز العدد المسموح به من ساعات العمل اليومية، للسائق الواحد، وذلك لضمان توافر العدد الكافي من السائقين، وحصول كل سائق على القسط الكامل من الراحة، قبل بدء قيادة المركبة".
وأرجع تلك الإجراءات الاستثنائية والإلزامية إلى رغبة الوزارة في تحقيق المزيد من الضبط في خدمة نقل المعتمرين بين المدن، وحتى لا يتم تكليف السائق بالقيادة، إلا بعد أخذ القسط الكافي من الراحة، حفاظاً على سلامة وأرواح المعتمرين، وتفادياً لوقوع أيّ حوادث قد تؤدي إلى الإضرار بالمعتمرين، أو الوفاة.
وأفاد بأن وزارة الحج تعاونت مع هيئة الطيران المدني في ضبط تفويج الرحلات المغادرة للمعتمرين، وذلك عبر نظام تقني يربط صرف المعتمرين ونقلهم بالحافلات إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، بتوافر رحلات مغادرة صحية وفعالة، في أنظمة الحاسب الآلي، بحيث تتجه الحافلات المُقلّة للمعتمرين، بناءً على تلك البيانات.
وبيّن وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة أن عدد تأشيرات العمرة لهذا الموسم بلغ حتى نهاية شعبان الماضي، أكثر من ستة ملايين تأشيرة، بزيادة تقدر بنحو مليون تأشيرة عمّا تمّ تسجيله خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مشيراً إلى أن الجنسية الإيرانية كانت الأكثر قدوماً، من بين التأشيرات الصادرة، تلتها المصرية، والباكستانية.
وقال "إن الوزارة تعمل على ضبط عدد المعتمرين في أيام رمضان، لتكون ضمن الحدود التي حدّدها خبراء السلامة، وإدارة الحشود البشرية، وهي عدم تجاوز 500 ألف معتمر في الليلة الواحدة".
وبيّن أن عدد المعتمرين الذين قدموا من الخارج، حتى نهاية شعبان الماضي، بلغ أكثر من 5.6 مليون معتمر، بزيادة تقدر بحوالي 900 ألف معتمر، عن العام الماضي، خلال الفترة نفسها، لافتاً إلى أن وزارة الحج تعمل على رصد ومتابعة مساكن المعتمرين. وفي حال رصد مساكن غير مرخصة من جهة الاختصاص، يتم في شكل فوري إيقاف النظام الآلي للمرخص له، حتى تتم إزالة المخالفة.
وأكد توثيق وإثبات الحالة، لتُحال إلى لجنة النظر في شكاوى المعتمرين، ليتم إكمال اللازم النظامي بشأنها، وذلك عبر نظامها الرقابي الإلكتروني "متابع.