يتجه القطاع السياحي في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيق أعلى المعدلات التاريخية في أعداد الزوار الخليجيين، خلال الفترة الممتدة من عيد الفطر المبارك إلى منتصف شهر سبتمبر المقبل، بعد أن رفعت مجموعة من الشركات الاستشارية والفندقية توقعاتها لهذه الفترة إلى نحو 2,5 مليون سائح خليجي. وتشير نتائج دراسات مسح أجرتها مجموعات فندقية عاملة في دبي، بينها «تايم للضيافة» و»بيبلوس» و»رمادا» و»ميلينيوم» و»تماني» إلى أن الأسابيع الأربعة بعد عيد الفطر تمثل فترة الذروة بالنسبة للسياحة الخليجية في الدولة، وذلك قبيل بدء العام الدراسي الجديد، وبالتحديد خلال الفترة بين بداية أغسطس والخامس من سبتمبر المقبلين. ووصلت الحجوزات المؤكدة حتى الآن لفترة ما بعد عيد الفطر في الفنادق العاملة بالدولة إلى 80% وارتفعت إلى 100% في بعضها، بينما تشهد فنادق عجزا في الغرف المتاحة، خصوصا الواقعة في وسط المدينة، وفنادق الشواطئ، والتي لجأت إلى تقديم خيارات أخرى لطالبي الحجوزات، وهو ما انعكس على أسعار الغرف الفندقية التي وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال هذه الفترة، مقارنة بالأعوام القليلة الماضية، حيث ارتفعت بنسب تصل إلى 30%. وكانت مجموعة «بيلبوس» قد ذكرت في دراسة لها قبل رمضان أن الفترة الأولى من إجازة الصيف شهدت تدفقات سياحية الى البلاد بنحو مليوني نزيل، يتنوعون بين السياحة الخليجية والمحلية، لتمثل شهور الصيف مجتمعة هذا العام أكثر من 40% من عدد السياح المتوقعين إلى الدولة على مدار العام. وذكر مدحت برسوم المدير العام لفندق «كابيتول» التابع لمجموعة «بيبلوس» أن السعوديون يمثلون أعلى الجنسيات بين السياح من نزلاء الفنادق القادمين إلى الدولة خلال هذه الفترة من العام، وذلك بناء على الحجوزات المؤكدة، لافتا الى ان الحجوزات تأتي عبر شركات السياحة، مشيراً إلى أنه في ظل قصر الفترة المتبقية من إجازة الصيف بعد العيد، ما يشكل ضغطاً على الفنادق خلال هذه الفترة نتيجة الطلب القوي من السوق الخليجية. واشار الى أن إلغاء ما يصل الى 750 ألف حجز الى تركيا لسياح من المنطقة خلال العام الحالي، مع توتر الأوضاع في الأسواق التقليدية بمنطقة الشرق الأوسط، إضافة الى طول فترة الحصول على تأشيرة الدخول الى أوروبا، أسهم في تزايد الطلب على دولة الإمارات، باعتبارها سوقاً سياحية مهمة للغاية، ووجهة مثالية أمام السياح القادمين من دول الخليج على وجه التحديد. كما لفت برسوم الى أن عمليات المسح والحملات الترويجية التي نظمتها المجموعة، انتهت الى أن الثلثين الأخيرين من شهر أغسطس، والثلث الأول من شهر سبتمبر، هي الفترة الأفضل في للقطاع السياحي الإماراتي خلال الصيف، ووفقا لأرقام شركات الطيران والسياحة، فمن المتوقع أن تصل أعداد السياح الخليجيين الى 2,5 مليون نزيل فندقي في هذا الفترة، مدفوعة بعوامل استقطاب وجذب عديدة تتوافر في الإمارات، الى جانب النتائج المباشرة للحملات الترويجية للجهات المسؤولة عن القطاع السياحي على مستوى الدولة. ومن جانبه، لفت محمد عوض الله الرئيس التنفيذي لمجموعة «تايم للضيافة» الى أن أرقام المجموعة المبينة على طلبيات شركات السياحة، تفيد بأن التدفق الخليجي والروسي ومن دول الكومنولث، سيصل إلى ذروته في الفترة التي تلي عيد الفطر، وهي الفترة الثانية للسياحة بالصيف الحالي بعد الأيام التي سبقت شهر رمضان المبارك. وقال إن أرقامنا تتفق مع بقية أرقام المجموعات الفندقية الأخرى في تدفق بين مليونين و2,5 مليون نزيل بالفنادق في الفترة التالية لعيد الفطر، وقبل بدء الموسم الشتوي والمعارض في أكتوبر المقبل، موضحا أن العشرين يوما التي ستلي عيد الفطر تشهد كثافة من جانب السياح، وتصل إلى 100% في معظم فنادق المجموعة، مشيراً إلى أن ذلك سبب عجزاً في عدد الغرف، ما دفع المجموعة إلى عرض خيارات أخرى على الزوار، إما من خلال الإقامة في فنادق أخرى تابعة للمجموعة أو في فنادق لشركات ومجموعات أخرى. وبين عوض الله أن أسعار الغرف في هذه الفترة وصلت إلى مستويات مرتفعة خصوصا مع نمو الطلب، وذلك في ظل توجه السياح الى الامارات، وخصوصا دبي، بديلا عن بعض الوجهات الأخرى في المنطقة، ومع استمرار الأوضاع المضطربة في مصر ولبنان وسوريا، منوها الى أن السياحة العائلية من دول الخليج هي حجر الزاوية الرئيسي في الحجوزات التي تتلقاها الفنادق. إلى ذلك، أفاد معين سرحان مدير عام فندق ميلينوم بلازا بأنه وللمرة الأولى تشهد الأسواق تقديم عروض متكاملة لتذاكر السفر والإقامة للسياح القادمين من أسواق الخليج خصوصا من السعودية، موضحا ان هذا النوع من العروض لم يكن موجوداً على السنوات العشر الماضية، كما أنه من الملاحظ هذا العام دخول شركات الطيران الاقتصادي هذا المجال من العروض. وقال: وصلت نسب الحجوزات حتى الآن لفترة العيد وما بعده الى 65%، وسترتفع الى 85% الاسبوع المقبل، ومن المتوقع أن تواصل الصعود بشكل تدريجي، خصوصا ان هناك العديد من السياح الخليجين ينتظرون حتى اللحظات الأخيرة لتأكيد حجوزاتهم، متوقعا أن يكون الشهر التالي لعيد الفترة هو الأعلى في نسب الحجوزات والتدفق السياحي، لافتا الى أن الأرقام المتداولة في عمليات مسح الأسواق ستصل الى ما يزيد على مليوني سائح في الجزء الأخير من صيف هذا العام. ومن جانبه، قال وليد العوا مدير عام فندق تماني مارينا إن حالة الزخم في الحجوزات لفترة العيد والأسابيع التالية تتزايد هذا الأسبوع، ووصلنا الى 70% للفترة الممتدة حتى 7 سبتمبر المقبل، مشيرا الى أن قصر الفترة الأخيرة من الصيف، عامل رئيسي في نمو الطلب على الحجوزات، والتي ستتزايد في الأيام المقبلة، مع توقعات لتدفق سياحي خليجي برا وجوا من اليوم الثالث للعيد، الأمر الذي سيدفع بالسياحة العائلية، لتصبح أهم مساهم في النزلاء بما لا يقل عن 60% في هذا الفترة من العام. وتوقع العوا أن يستحوذ الصيف الحالي على ما نسبته 35% الى 40% من عدد نزلاء الفندق على مدار العام، والمتوقع ان يتجاوز عددهم 11,5 مليون نزيل في دبي وحدها.