العقيق اليماني

كما يشكل "العقيق اليماني" احد اهم الهدايا التي يحرص السائحون وزوار اليمن على اقتنائها لإهدائها لمحبيهم عند عودتهم الى بلدانهم حيث يعد من أرقى الهدايا كما يعتبر أكثر رواجاً في المعارض التي تشارك بها اليمن في مختلف دول العالم .
ونظرا لغلاء العقيق فان بعض الشباب الراغب في اغتناء العقيق كزينة اقبل على شراء بعض الأنواع الرخيصة من العقيق (الصيني) الذي يصل قيمته إلى ألف وخمسمائة ريال للخاتم - نحو 7 دولارات - لعدم قدرتهم على شراء خاتم العقيق اليماني الاصلي الذي قد تصل قيمته إلى (1000) دولار مما قد يشكل تهديدا مسقبليا لهذه السلعة بعد توفر البديل وايضا بروز منافس قوي في الاسواق .
ويقبل على شراء العقيق في العادة المقيمين بصنعاء والسياح وفي مقدمتهم مواطني دول مجلس التعاون بالإضافة الى سوريا ولبنان وايران حيث تبحث تلك المجموعات عن العقيق الجيد دون النظر إلى أسعاره بقدر ما ينظر الى جودته وتميزه بالرسمة التي يحتويها الخاتم أو القلادة .
ويوجد في العاصمة اليمنية صنعاء اليوم نحو 55 معملا لتصنيع العقيق اليماني يعمل فيها أكثر من 720 عاملاً فنياً وجميعهم من ذوي المهارات العالية في تنقية العقيق وأقل خبرة يمتلكها عامل تنقية العقيق لا تقل عن سبع سنوات والبعض تزيد خبرتهم عن عشرين عاما.
إن إعداد وتجهيز العقيق يمر بعدة مراحل لتنقيته وإزالة الشوائب منه حيث تبرز حرفة العامل الفنية في إخراج فصوص العقيق من الشوائب وتمر عملية التنقية بعدة خطوات حتى يتم تصفية العقيق من الشوائب بمواد تنقية وتصفية يتم شراؤها حالياً من تركيا والهند بعد أن كانت العملية مرهقة للعاملين حيث كانت تتم عملية التنقية بطرق تقليدية, .
وقد ساعدت معدات ومواد التنقية الحديثة على تسهيل وتسريع العمل في العقيق حيث يقوم الفني بواسطة مطرقة خاصة بتنظيف العقيق من الشوائب العالقة به، ثم تقطع الأحجار التي يوجد فيها فصوص العقيق بأدوات خاصة وبدقة فائقة لتصفيته من الشوائب وتنظيفه ، ومن ثم يبدأ بحك الفص على النار عدة مرات، وتكرر هذه العملية التي تنتهي بآلة خاصة تسمى (مجر الطباشير) الذي بدروه يعمل على تلميع الفص وتنعيمه وإبراز لونه حتى يصبح جاهزاً للبيع محافظين على جودة المنتج .
تجدر الإشارة إلى أن الإنتاج السنوي للعقيق اليماني يقدر بنحو 1300 كيلو جرام يصدر منها 1000 كيلو إلى خارج اليمن بمبلغ إجمالي يفوق نصف مليون دولار تقريبا وتعتبر هذه الاحصائيات تقديرية اذا قد يفوق الانتاج ذلك باضعاف كثيرة .