تحدثت صحيفة نيويورك تايمز، عن أزمة السياحة فى مصر، مشيرة إلى أن الأقصر شهدت تراجعا كبيرا فى عدد السياح هذا الشتاء، فى وقت كان يعتبر ذروة الموسم السياحى لديها، مما جعل بعض أولئك الذين كانوا يعتمدون على بيع التماثيل الفرعونية المقلدة، يضطرون إلى اللجوء للصدقات النقدية والبطانيات المجانية من إحدى الجمعيات الخيرية المحلية. وأشارت الصحيفة إلى أن المصريين الغاضبين من أوضاع البلاد المتردية، مع انحسار الأمن وارتفاع الأسعار، فإن استمرار تراجع السياحة أمر يثير قلقهم بشدة، فصناعة السياحة توفر وظائف مباشرة لما يقرب من 3 ملايين شخص، كما تمثل مصدرا حيويا للدخل الأجنبى وسط حاجة البلاد الماسة لدعم الجنيه. وتبدو صورة مصر وفق تقرير نيويورك تايمز "مهلهلة"، إذ تتحدث عن فراغ المعابد الأثرية الشهيرة من السياح، وتلك الوجهات السياحية التى كانت يوما مقصدا توقف العمل بها، وأصبحت تبدو مثل مدينة الأشباح، فيما تمتلئ القاهرة بالمشاحنات السياسية، والعنف الذى لا ينتهى. نقلن عن عزت سعد، محافظ الأقصر، قوله: "نحن نعانى بالتأكيد، ولا يمكننا أن نستعيد السياح دون استقرار سياسى وأمنى". وتشير الصحيفة إلى أن تلك المحافظة التى كانت يلجأ إليها السياح للاسترخاء فى رحلات نيلية بين بهو الأعمدة الفرعونية، تشهد شوارعها حالة خمول، حيث يقضى العمال أوقاتهم يتحدثون عن فشل الحكومة. وأكدت أن أخبار الشغب فى مصر يعمق الأزمة، حيث يقول وزير الزراعة، هشام زعزوع: "إذا حدث شئ ما فى القاهرة، يلغى السياح رحلتهم كلها لمصر"، وتشير الصحيفة إلى أن نقص الأموال أثر على الحملات الإعلانية للسياحة، وحتى لو تم بث هذه الإعلانات لدعم السياحة، فإن أى تقرير إخبارى عن عنف أو اشتباكات، يبطل أى جهود". من جانبه، قال ناصر حمدى رئيس هيئة تنشيط السياحة: "نريد أن نعطى ضمانات بأن مصر ليست مجرد الكيلو متر مربع، التى تقع بها الاضطرابات". فيما أبدى أحمد علام المرشد السياحى، إحباطه مشيرا إلى حاجة مصر إلى التفكير بشكل أوسع والبحث عن سبل جديدة لجذب السياح، لافتا إلى أن مصر فقدت أكثر مروج دءوب لآثارها، وهو عالم الآثار البارز الدكتور زاهى حواس، الذى جرى تهميشه فى أعقاب الثورة بسبب علاقته بالنظام السابق.