شهد المنطقة العربية سباقا كبيرا لإنشاء مطارات ضخمة تستوعب ملايين المسافرين سنويا، لا سيما في منطقة الخليج التي تبحث عن مشروعات عملاقة لتوظيف فوائضها المالية الهائلة. وبينما تعتزم الكويت إنشاء مطار بطاقة استيعابية تصل إلى 25 مليون مسافر سنويا، تستعد قطر لإنشاء مطار جديد بطاقة 50 مليون مسافر، فيما يجري العمل حاليا لافتتاح مبنى المسافرين في مطار آل مكتوم الدولي بدبي لخدمة ما بين 120 و160 مليون مسافر بجانب مطار دبي الذي يستوعب 65 مليون سنويا. وتنوي مصر دخول مضمار السباق، حيث أكد المهندس سعيد جوبان مدير عام تجهيزات الملاحة الجوية بسلطة الطيران المصرية لـوكالة "الأناضول" للأنباء على أن السلطات المصرية تخطط لتوسعة مطاري القاهرة والغردقة وتحويلهما إلى مطاريين محوريين في المنطقة. وهذا التنافس لإنشاء مطارات ضخمة في المنطقة العربية خاصة في الدول الخليجية الواقعة في مربع جغرافي واحد، يثير التساؤلات حول قدرة تلك الدول على استيعاب طاقة المطارات الجديدة. من جانبهم رهن خبراء النقل الجوي نجاح تلك المشروعات بثلاثة عوامل أساسية أولها أن تصبح المطارات محورية أي تشكل نقاط توقف لتجميع الركاب (hub-and-spoke system) بدلا من اقتصارها على خدمات الطيران المباشر بدون توقف (point-to-point service)، وثانيها ازدياد حركة السفر والنقل الجوي خلال الفترة المقبلة، وأخيرا تقديم خدمات منافسة وبأسعار أقل  سواء للركاب أو أصحاب الشحنات المنقولة جوا. ويقول سعيد جوبان، إن الاتجاه العالمي في مجال المطارات حاليا هو إنشاء مطارات محورية تصبح مركز التقاء للركاب والبضائع يُعاد توزيعهم إلى أماكن أخرى قريبة، وسيكون من الأفضل للدول العربية التي تتوسع في إنشاء مطارات جديدة، تحول مطاراتها إلى محورية. وحول القرب الجغرافي بين دول الخليج، يرى المسؤول بسلطة الطيران المصرية أن ذلك القرب سيخلق حالة منافسة شديدة بين المطارات المحورية في المنطقة وسيحتم على راغب الفوز بأكبر عدد من المسافرين تقديم أفضل خدمات وبأسعار تنافسية. ويقدر عدد الركاب الذين استقبلتهم المطارات العربية العام الماضي بنحو 275 مليون راكب 25% منهم استقبلتهم مطارات دبي، ونحو 8.8 مليون راكب في مطار الكويت.