أكد سفير فرنسا بالجزائر، أندري باران، أن العلاقات الجزائرية الفرنسية عرفت تحسنا ملحوظا في المدة الأخيرة، مقارنة بما كانت عليه إبان حكم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، مشيرا إلى أن هناك آفاقا واسعة لتطوير وترقية هذا التعاون خاصة في المجالين الثقافي والاقتصادي. ولم يخف السفير الفرنسي خلال ندوة صحفية نشطها مساء الثلاثاء، بالمعهد الفرنسي بقسنطينة، وجود بعض العوائق في المجال السياسي، إلا أن البرودة التي أعقبت التدخل العسكري في مالي بدأت في الزوال ليحل محلها الدفء، خاصة وأن فرنسا كذلك لم تستبعد الحل السياسي لأزمة مالي الذي تنادي به الجزائر، رغم خيارها العسكري. وقال السفير موضحا إن فرنسا كانت ملزمة بالتدخل بعد طلب الحكومة المالية وزحف الإرهابيين نحو العاصمة بماكو. وبخصوص نشاط الشركات الفرنسية في الجزائر، أوضح باران أن الأمور تسير بشكل مقبول رغم بعض المشاكل، وأن الفرنسيين صاروا أكثر اهتماما بالاستثمار في الجزائر لخلق مناصب شغل والثروة على حد زعمه، مفندا ما يتداول حول نية شركات فرنسية الرحيل من الجزائر بعد أحداث عين أميناس، حيث قال إن ”ما يتداول مجرد إشاعات، الشركات الناشطة في الشمال تعمل بشكل طبيعي وتتوسع، والناشطة في الجنوب أخذت احتياطاتها، وأظن أن الأمور عادية جدا”،  وأن زيارة هولاند الأخيرة أبرزت إرادة كبيرة للتعاون الثنائي، مضيفا أن فرنسا ستكون حاضرة في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سنة 2015 بالدعم للجمعيات الثقافية والبحث العلمي، ونقل التكنولوجيا الثقافية حتى تكون هذه التظاهرة ناجحة أكثر. وفيما يتعلق بقضية التأشيرات، أشار السيد إفريقيا كما يلقب لتجواله الدبلوماسي في عدة بلدان بالقارة السمراء، أشار إلى أن الهدف حاليا بالنسبة لفرنسا هو تحسين وضعية استقبال طالبي ”الفيزا”، ومنح أكبر عدد منها، مستطردا أنه سيدشن اليوم الخميس مركز استقبال جديد بالجزائر العاصمة للبصمات البيومترية، وقبل نهاية السنة الجارية سيتم فتح مركزي عنابة ووهران، مبرزا في سياق حديثه أنه تم منح 120 ألف تأشيرة في سنة 2007 وارتفع العدد إلى 210 ألف تأشيرة في 2012، والعدد مرشح للزيادة أكثر السنة الجارية، كما أن مصالح قنصليات فرنسا في الجزائر باشرت مؤخرا منح تأشيرات بـ4 سنوات كاملة لجزائريين لأول مرة بعد أن كانت تكتفي بتأشيرات 3 و6 أشهر وسنة وسنتين.