القطار الصغير يعبر منطقة ارتوست السياحية

في منطقة ارتوست السياحية في جبال البيرينيه، قرب الحدود الفرنسية مع اسبانيا، يواصل قطار قديم عمره تسعون عاما، مهمته في نقل الزوار الى القمم المرتفعة العصية.

ويقول اندريه، وهو رجل متقاعد يقيم في منطقة بو الواقعة في جنوب غرب فرنسا "انزل عادة الف متر وصولا الى حوالى ثلاثة الاف متر، لولا هذا القطار لما كان ذلك ممكنا في يوم واحد".

بعد خمسين دقيقة على انطلاق القطار في مساره المتعرج بين قمم جبال البيرينيه، تلوح محطة الوصول على ضفاف بحيرة ارتوست في المنطقة التي تعرف باسم البيرينيه الاطلسية، وهي نقطة انطلاق المتنزهين والرحالة القاصدين اعالي الجبال.

ومع تقدم ساعات النهار، يزداد اقبال الركاب على القطارات، وتتقاطع مرارا قطارات في طريقها صعودا الى القمم واخرى في طريق النزول.

والمناظر التي تلوح لركاب القطارات خلابة، تدفع سائقي القطارات الى تنبيه ركابهم عليها..

وتعتبر هذه الرحلة على متن القطار ذهابا وايابا مع امضاء بعض الوقت في المرتفعات او على ضفاف البحيرة، نزهة مثالية لاي عائلة فرنسية او عائلة تزور هذه المنطقة الخلابة.

ويصل عدد ركاب هذه القطارات في ايام الصيف ذات الطقس الجميل الى 2500 شخص يوميا. ويمضي الركاب ساعة واربعين دقيقة في محطة الوصول قبل ان يعودوا ادراجهم في القطار ايضا.

وانشئت هذه السكة الحديدية اساسا لنقل العمال والمعدات، وذلك اثناء بناء سد على بحيرة ارتوستبين العامين 1924 و1929 لتوليد الطاقة. بعد ذلك حول استخدامه لاهداف سياحية اعتبارا من العام 1932.

وتؤمن هذه القطارات العمل لنحو مئة شخص منهم 21 سائقا، اضافة الى التقنيين وعمال الصيانة.

وقد نقل هذا القطار منذ العام 2012 حوالى 110 الاف شخص، وهي حركة وفرت ايرادات بقيمة 1,9 مليون يورو.

وتعمل ادارة محطة ارتوست على استحداث نشاطات اضافية منها رحلات ليلية لمراقبة نجوم مجرة درب التبانة، او رحلات لذواقة الطعام، او رحلات لصيد السمك على ضفاف بحيرة ارتوست.

واضافة الى المناظر الطبيعية الآسرة، تشد رافعات القطار انظار الزوار، اذ انها تشد حمولات ثقيلة جدا تزيد عن عشرين طنا حين تكون مقاعد القطار الاثنين والسبعين مكتظة عن آخرها.

وتعمل هذه الرافعات على الديزل، ولكن لا يستبعد ان تتحول في المستقبل الى الطاقة الكهربائية.

ويقول المسؤول التقني في المحطة سيريل غوتيلييه "بدأنا نفكر بالأمر حاليا" بهدف التقليل من الضجة والحد من التلوث الناجم عن استخدام الوقود المولد للكربون قرب الحديقة الوطنية في البيرينيه.

لكن هذا الامر ما زالت دونه عقبات تقنية كبيرة.