دفعت المنافسة المتزايدة، المطارات في المنطقة والعالم، إلى إعادة النظر في نماذج أعمالها والبحث عن أساليب ووسائل جديدة تتيح لها تعزيز قدراتها التنافسية، ومواءمة عملياتها بسهولة وكفاءة مع البيئات المتغيرة والعمليات ذات الإيقاعات المتسارعة، والارتقاء بمستويات الخدمة التي توفرها لشركات الطيران والمسافرين، وهو ما امتد إلى مختلف التفاصيل الصغيرة بما فيها توفير خدمات ال”واي فاي” المجانية . مع توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) بتباطؤ نمو أعداد المسافرين في العالم على مدى الثلاث أو الأربع سنوات القادمة، فمن المنتظر أن تزداد حدة وشراسة التنافس بين المطارات، الأمر الذي يفرض على قادة المطارات في الوقت الراهن ضرورة إيجاد طرق بديلة لتعظيم الربحية وفي الوقت نفسه تزويد المسافرين بخدمات ذات جودة أعلى . وسعياً وراء هذا الهدف، ينبغي أن يقوم قادة المطارات بإعادة النظر في نماذج أعمالهم التي تتسم بارتفاع التكاليف، من خلال استخدام تقنيات أكثر حداثة في كافة الخدمات المتعلقة بالمطارات بدءاً من النقل والمواقف وانتهاءً بخدمات تجارة التجزئة، الترفيه والخدمات التجارية، لتمهيد الطريق لفرص جديدة . وفي ظل التغييرات الراهنة التي من شأنها إعادة رسم خريطة الطيران العالمية ومع بروز منطقة الشرق الأوسط كسوق صاعدة تتمتع بآفاق نمو كبيرة باعتبارها محوراً جديداً على خارطة السفر الجوي العالمي، تجد دول مجلس التعاون الخليجي نفسها في موضع القلب من هذا العصر الجديد، مع سعي قادة المطارات بالمنطقة لاستغلال الفرص المتاحة ومواجهة التحديات المحتملة من خلال الاستثمار بصورة مكثفة في التقنيات الجديدة والمتطورة في عمليات التحديث المستمرة التي تشهدها مطاراتها . ويؤكد إياد هندية، رئيس تطوير أعمال تكنولوجيا المعلومات بالمطارات في مجموعة أماديوس، أن المطارات العاملة بمنطقة الشرق الأوسط تسعى إلى تحديث وتطوير قدراتها التقنية لضمان استمرار تمتع المسافرين بتجربة سفر متميزة تتميز بسهولة وسلاسة الحركة . وأضاف هندية بقوله: “بالنظر إلى تزايد حدة المنافسة، وتصاعد أعداد المسافرين والمتطلبات الأمنية، واللوائح الحكومية، والتشريعات الجديدة التي تهدف إلى ضمان جعل العمليات أكثر صداقة للبيئة، يتعين على المطارات أن تبذل جهوداً أكبر لتحسين مستويات كفاءة أنشطتها وعملياتها” . وتتفق تصريحات “هندية” مع النتائج التي توصلت إليها دراسة حديثة أجرتها شركة “سيتا” . فقد أكدت الدراسة أن تعزيز الطاقات التشغيلية وضمان توفير عمليات تشغيل سلسة باتا يشكلان قوة الدفع الرئيسية للمطارات العاملة بمنطقة الشرق الأوسط التي من المتوقع أن تستقبل 400 مليون مسافر بحلول عام 2020 . ومن أجل تحقيق هذه الغاية، تساعد التقنيات الذكية في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات مثل ال”تليماتيكس”، تطبيقات الهواتف الذكية، تقنية التعريف بترددات الراديو والأتمتة، على تمكين المطارات من بناء شبكات رقمية تكون بمثابة جهازها العصبي، مما سيتيح لها تقديم خدمات مفصلة خصوصاً لتعزيز تجربة المسافرين وفي الوقت نفسه تقليل إنفاقها إلى أدنى حد ممكن . وبدوره يقول دانيال قريشي، مدير معرض المطارات 2013 في شركة “ريد للمعارض الشرق الأوسط”، المنظمة لمعرض المطارات في دبي الذي يُعَدٌ أكبر حدث متعلق بالمطارات تشهده المنطقة، وسَتَجرِي فعالياته خلال الفترة من 6-8 مايو/أيار 2013: “تمثل هذه التطورات أمراً حيوياً لكل من المطارات والمسافرين، فهي تتيح للمسافرين التمتع بخدمات أفضل وأرخص وأسرع، بينما ستتمكن المطارات من تعزيز ربحيتها وقدراتها على تحمل آثار التقلبات الاقتصادية والتغيرات السكانية” . وسيقدم معرض المطارات في دورته الثالثة عشرة مجموعة واسعة من أحدث التقنيات الذكية من كل أنحاء العالم . كما ستظهر التقنيات الذكية أيضاً وبصورة واسعة النطاق، كموضوع للمناقشة ضمن فعاليات منتدى قادة المطارات العالمية الذي سيقام بالتزامن مع معرض المطارات، حيث سيشارك في مناقشة هذا الموضوع مجموعة من القادة وخبراء الطيران على مستوى العالم،بمن فيهم فرانسيسكو فيولانت، المدير التنفيذي لشركة “سيتا”، حسين الدباس، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بالاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)؛ وثاني الزفين، مدير عام شركة إماراتك . ويؤكد جورج هوران، رئيس سوق دبي الحرة أهمية تلك المبادرات في ظل سوق عالمية تتسم بتنافسية شديدة، ويضيف بقوله: “تستطيع التقنيات إحداث تغييرات نوعية في صناعة الطيران ذات الطبيعة الديناميكية، ونحن بحاجة للبقاء في صدارة الاتجاهات الجديدة في هذا المجال” . ويضيف هوران بقوله: “تُعَدٌ التقنيات عاملاً محورياً في التطورات المستقبلية التي ستشهدها المطارات . لذا، فإن الوفاء بمطالب المسافرين الذين يتمتعون بدراية وافرة بالتقنيات ويستخدمون أجهزة معقدة بشكل متزايد، قد أصبح بمثابة أمر فاصل في تطوير المطارات . وأعتقد أن معرض المطارات ومنتدى قادة المطارات العالمية سيتيحان فرصة طيبة لتبادل الأفكار والآراء والتجارب، إلى جانب التعريف بقصص النجاح التي حققتها دبي في هذا المجال” . ويؤكد راجيف جين، رئيس مطار مومباي الدولي، على أهمية تبادل المعلومات لتوليد حلول أفضل، حيث يمكن لكل مطار الاستفادة من تجارب المطارات الرائدة الأخرى . ويضيف بقوله: “سيكون المعرض والمنتدى بمثابة فرصة رائعة لمعرفة وفهم ما يحمله المستقبل في مجال المطارات وكيف سيكون شكل السفر خلال السنوات المقبلة” .