يعتمد قطاع السياحة في موريتانيا على جاذبية الصحراء وعبق التاريخ وخصوصية المجتمع، مما يغري السياح بزيارة هذا البلد الذي لا يوفر رفاهية كبيرة للسياح بقدر ما يتيح لهم فرصة الاستمتاع بالطبيعة الصحراوية ومناطقها البكر واكتشاف سر التقاليد الاجتماعية والغذائية والتعرف عن قرب على حضارة وطقوس المجتمع. ورغم الإمكانيات المتواضعة نجحت موريتانيا في تسويق الرحلات السياحية في قلب الصحراء واستثمار البيئة الطبيعية لجذب السياح المفتونين بالصحراء والطبيعة البرية والجو العربي الأصيل، حيث تستقطب الرحلات السياحية الجماعية أعداداً متزايدة كل عام وتساهم في النهوض بقطاع السياحة الذي تلقى ضربات قاسية بسبب التهديدات الأمنية وتسلل عناصر من تنظيم "القاعدة" الى داخل التراب الموريتاني وقيامهم بعمليات اختطاف السياح. ويرى الخبراء والمهتمون بهذا القطاع أن موريتانيا استطاعت التغلب على تواضع البنى التحية وغياب المنتجعات السياحية الفخمة ببرامج الرحلات الجماعية الاقتصادية واستثمار الطبيعة البرية والبيئة البكر لعمل المخيمات البدوية واستقبال السياح بطريقة بسيطة تغلب عليها الاحتفالات التراثية التي تأخذ السائح في رحلة حالمة إلى عالم مضى. ويقول أحمدو ولد المحجوب، مسؤول في شركة سياحية، إن موريتانيا تواجه تواضع الإمكانيات السياحية باستغلال البيئة والتقاليد فهي تمنح سياحها فرصة الاستمتاع بالجو الصحراوي الأصيل والتقاط الأنفاس في أحضان الطبيعة التي لم يعبث بها الإنسان، وقضاء عطلة ممتعة تلبي أذواقاً مختلفة كزيارة المعالم والآثار التاريخية والاستمتاع بالصحاري والشواطئ والقيام بكل ما يحلم به السياح وعشاق رحلات السفاري والمغامرات والرياضات.