بلغ إجمالي عدد المعتمرين من الخارج في مكة المكرمة مليونين و200 ألف معتمر حتى الأحد، من إجمالي عدد التأشيرات الممنوحة للمعتمرين خلال الفترة الماضية منذ غرة صفر الماضي والتي تقدر بنحو مليونين و700 ألف تأشيرة دولية، ومن المتوقع أن يستكمل دخول الـ 500 ألف معتمر المتبقين في غضون شهر ـــ حسبما أفاد المهندس عبد الله بن عمر قاضي نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة لشؤون العمرة. وقال قاضي لـ "الاقتصادية": أغلب المعتمرين الدوليين الذين قدموا لمكة المكرمة خلال الفترة الحالية هم من مصر بالدرجة الأولى، تليها باكستان، ومن ثم تركيا، لافتا إلى أن معظم برامج المعتمرين من الخارج تكون بمعدل مدة زمنية تراوح عشرة أيام تزيد أو تقل بحسب رغبة المعتمرين الذين تختلف أعمارهم بين كبار وصغار ومتوسطي العمر بخلاف فترة العمرة الرمضانية التي يؤديها كبار السن بشكل ملحوظ. وحول عدد المعتمرين السعوديين الذين توجهوا لمكة المكرمة في إجازة الربيع الماضية أبان قاضي أن النسبة العليا للمعتمرين كانت للمعتمرين من الخارج بينما المعتمرين السعوديين فلم تكن أعدادهم ملحوظة نتيجة قصر مدة الإجازة المتمثلة في سبعة أيام يضاف إلى ذلك أن الكثير من السعوديين لديهم خياران في التوجه للسياحة الدينية خلال إجازة الربيع وهو إما التوجه لمكة المكرمة أو المدينة المنورة، مبديا في الوقت ذاته أسفه لعدم وجود إحصاءات دقيقة حيال عدد المعتمرين المحليين خلال إجازة الربيع المنصرمة. وأضاف نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة أن كثيرا من المعتمرين السعوديين قدموا للعمرة عن طريق النقل الخاص إما بسياراتهم أو بالطائرة وليس شرطا أن يكونوا تبعا لحملة معينة، ولا سيما أن منطقة الرياض بوجه التحديد هي أكثر المناطق التي يقدم منها معتمرون من داخل المملكة لمكة طوال العام يليها مباشرة المنطقة الشرقية والقصيم وأبها. يشار إلى أن أسعار الفنادق والشقق المفروشة ارتفعت في إجازة الربيع المنصرمة فقط نتيجة تزايد أعداد المتوجهين لها من داخل المملكة وخارجها ما يعادل 20 في المائة في مكة المكرمة وما يصل إلى 80 في المائة في المدينة المنورة. وفي السياق ذاته، أجمع عدد من أصحاب حملات العمرة والزيارة في المنطقة الشرقية على عدم تمكنهم من تلبية جميع رغبات المتوجهين لمكة والمدينة خلال إجازة الربيع المنصرمة نظرا لانشغال الفنادق والشقق السكنية بالمعتمرين من الخارج والداخل وعدم قدرتها على استيعاب أعداد أكبر من النزلاء. وقال أحدهم إن الإقبال على أداء العمرة والزيارة خلال فترة الإجازة الماضية كانت أكثر من الفترة ذاتها في العام الماضي إلا أن مشكلة تأمين السكن حالت دون خروج عدد أكبر من حافلات الحملات، في ظل اشتراط الراغبين على السفر توفير مسكن قريب من الحرمين المكي والمدني بشكل خاص، مشيرا إلى صعوبة استئجار الفنادق التي ارتفعت أسعارها بشكل خيالي خاصة بعد استحواذ شركات أجنبية على غرف الفنادق وفرضها مبالغ عالية عن الليلة الواحدة تعادل ما يتم دفعه خلال شهر رمضان لليلة الواحدة ذاتها. كما ألمح أصحاب حملات العمرة والزيارة إلى تخوفهم من استمرارية ارتفاع الأسعار ولا سيما مع قرب موسم العمرة الرجبية التي يقبل على أدائها الكثير من المواطنين في ظل تملك شركات استثمارية محلية وأجنبية للفنادق الراقية والقريبة من الحرمين، وهو ما يتسبب في وقوع الحرج والمشاكل ما بين المعتمرين مع أصحاب الحملات الذين ليس أمامهم خيار غير رفع أسعار الرحلة على الراغبين في العمرة أو الزيارة.