عثر قبل ظهر الثلاثاء، على السائح التشيكي توماس ريزيكا (46 عامًا)، متوفيًا في وادي حصرون في جبة بشري، على بعد 113 كيلومترًا (شمال شرق العاصمة بيروت)، بعدما تاه في الوادي المقدّس، منذ مساء الأربعاء الماضي. كان ريزيكا وصل إلى "موتيل بوخاس" في بشرّي بعد ظهر الأربعاء، ليستريح ثم ينتقل في اتجاه الوادي المقدس، لكنه بعدما وصل إلى هناك، أرسل رسائل نصية الساعة السادسة والربع مساءً إلى إدارة الـ "موتيل" يطلب فيها المساعدة، وفي اليوم التالي انطلقت فصيلة درك بشرّي ومفرزة، لاقتفاء الأثر، للبحث عنه، بإشراف المدّعين العامّين غسان باسيل وعمر حمزة وقد استعانتا بالكلاب البوليسية، كذلك شارك في البحث نواطير اتحاد بلديات قضاء بشري ورابطة قنوبين للرسالة والتراث وأهالي الوادي، بالتنسيق مع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال نقولا صحناوي الذي أعطى تعليمات للدوائر المختصة لتحديد الموقع الذي انطلقت منه رسائل الاستغاثة من ريزيكا.وتبين نتيجة ذلك أنّ الموقع في نطاق وادي حدث الجبّة، فكثّف المعنيون عمليات التفتيش لتشمل طرق المشاة المعروفة والممرّات الفرعية المتصلة بها، ومهاوي المغاور، والكهوف، ومجاري المياه القائمة في المنطقة، فيما تعذّر الوصول إلى بعض النواحي لوعورتها وشدّة انحدارها. وظُهر الإثنين، بدأت سرية من فوج المغاوير في الجيش عملية البحث، وكشفت بواسطة المناظير على طريق حديقة البطاركة وصولا إلى منطقة عاصي حدث الجبة الشديدة الوعورة في اتجاه موقع نبع بيت توما في وادي قنوبين، ومن هناك تمّ توزيع العناصر المشاركة من نواطير اتحاد بلديات قضاء بشري ومتطوّعي رابطة قنوبين للرسالة والتراث، على كلّ محاور طرق المشاة ومتفرّعاتها في نطاق حدث الجبة. وأوضح رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، أنّه وحتى مساء الثلاثاء كانت "أعمال البحث تدور في حلقة مفرغة وبات المطلوب الحصول على داتا الاتصالات المتعلّقة بريزيكا لتحديد موقع وجوده بدقة"، مشيرًا إلى أنّ "اتحاد بلديات قضاء بشري، بعدما أنجز تركيب لوحات الإرشاد السياحي المتعدّدة اللغات في مجمل نواحي الوادي المقدس، يستكمل حاليًا دلالات الإرشاد بإشارات علميّة ستعلّق على الأشجار والصخور ليتبعها الزوار، وستكون هناك تدابير متشدّدة لجهة التقيّد بإرشادات السلامة العامة، المحدّدة على مداخل الوادي، والتي تمنع دخول الزوار اللبنانيين والأجانب إلى عمق الوادي، دون تجهيزات معيّنة أو مواكبة من الأدلّاء السياحيين والنواطير". وبدوره، أسف رئيس اللجنة البطريركية للعناية بالوادي المقدس المطران مارون العمّار للحادث، وقال: نأمل أن يكون هذا الحادث هو الأخيرة، وأن يدفع الدولة اللبنانية إلى الالتفات إلى الوادي المقدس، فتعمل الوزارات المختصّة على تأهيل الطرقات بصورة تضمن سلامة السياح وسهولة تنقلهم. وسنكثّف الجهود لتطوير العناية بالوادي، هذه العناية التي هي أكبر بكثير من قدراتنا وتقع على عاتق الدولة.