قدمت إحدى كبرى شركات المنتزهات الترفيهية في العالم الإيطالية "تسامبرلا" مشروعا مثيرا للجدل في البندقية يقضي بتخصيص جزيرة للنشاطات الثقافية والترفيهية. وأكد ألبيرتو تسامبرلا صاحب هذه الشركة المتعددة الجنسيات لوكالة فرانس برس أنه لن يحول الجزيرة إلى مدينة ترفيهية. فهو يعتزم تحويل جزيرة سان بياجيو الاصطناعية الممتدة على أربعة هكتارات والتي تقع على ضفة قناة جوديكا والتي كانت تستخدم كمكب للنفايات قبل 30 عاما، إلى منتزه للنشاطات الترفيهية، في حال حصل على جميع الترخيصات اللازمة، وذلك في إطار خطوة ستكون الأولى من نوعها في البندقية. وأوضح رجل الأعمال الإيطالي "المسألة تخص تاريخ البندقية الذي سأعرضه على طريقتي ... فأنا أعلم ما يروق للزبائن ... وقد صممنا منتزهات ترفيهية كثيرة في الولايات المتحدة وروسيا والعراق والمكسيك وكوريا الشمالية والصين وتايلاند". ويرغب ألبيرتو تسامبرلا الذي نال رخصة الامتياز الخاصة بالجزيرة لمدة أربعة أعوام في التوفيق بين الابداع والذوق والتاريخ والتعليم والربحية في هذا المشروع الذي تبلغ ميزانيته 80 مليون يورو والذي من المفترض تنفيذه مع جامعة كافوسكاري العريقة. ويتوقع ألبيرتو تسامبرلا الذي ساهم في ترميم المنتزه الترفيهي في مدينة كالكار الألمانية الذي كان محطة نووية في ما مضى وتشييد منتزه "يوروديزني" بالقرب من باريس وتصميم حدائق تيفولي في كوبنهاغن أن يستقطب مشروعه في البندقية 11 ألف زائر في اليوم الواحد. وهو تعهد أمام وسائل الإعلام والسلطات المحلية وممثلين عن السكان بتحويل هذه الجزيرة المهملة إلى موقع استراتيحي يستقطب السياح والسكان على حد سواء، وذلك في غضون سنتين. وقال كارلو كارارو رئيس جامعة كافوسكاري التي تشرف على عدة مشاريع خاصة بالبندقية، أبرزها مشروع لحماية البيئة والحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية "نريد أن ينفذ هذا المشروع وفق الأصول، بالاستناد إلى قاعدة صلبة وأسس ثقافية وعلمية". لكن هذا المشروع يثير الجدل حتى قبل البدء بتنفيذه. وشرح ماتيو سيكي من منظمة "فينيسيا.كوم" لوكالة فرانس برس "نحن نعارض معارضة شديدة هذا المشروع، فهو لن يكون سوى منتزه ترفيهي مع ألعاب كبيرة. ولا شك في انه يساهم في إعادة تأهيل منطقة متدهورة حيث كانت تشغل محرقة حتى الثمانينات. لكننا لسنا بحاجة إلى المزيد من المواقع الترفيهية، إذ لدينا ما يكفي منها. وللبندقية أولويات أخرى". ويبدي المسؤول البلدي روبيرتو فيانيلو تفاؤلا أكبر "من الجيد إعادة تأهيل جزيرة مهملة كانت مكبا للمعادن الثقيلة وهي تقع على بعد 12 دقيقة بالزورق عن ساحة القديس مرقس في وسط البندقية". أما ألبيرتو تسامبرلا الذي يعيش في نيويورك، فهو يعتبر المشروع "تحديا" فعليا، لافتا إلى أن من شأنه أن يوفر 500 فرصة عمل على الأقل ويساعد على إدارة تدفق السياح إلى البندقية الذين يزيد عددهم عن 20 مليونا مليون سائح في السنة ، علما ان هذا الاقبال الكثيف للسياح يهدد إحدى أجمل مدن في العالم.