أبلغت شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا"، السلطات السودانية بأنها ستُوقف رحلاتها، اعتبارًا من مطلع العام المقبل، بعد 51 عامًا من العمل. وأكد مدير إدارة النقل في سلطة الطيران المدني السودانية أزهري عبدالمجيد، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، أن الخرطوم طلبت من الشركة الألمانية خطابًا رسميًا   بشأن قرار إيقاف رحلاتها ودواعيه"، مضيفًا أنهم "علموا من الشركة أن القرار مرتبط  بالتشغيل". وشدد خبير الطيران اللواء طيار عبدالله علي صافي النور، على أهمية تدارك المسألة  وإيجاد المعالجات، وانه في حال توقفت شركات الطيران عن العمل يصبح من العسير جدًا استعادتها، مضيفًا "انها قد تضاعف وتزيد التكلفة، وأن السلطات على علم بمشاكل الطيران وأنها بصدد المعالجة، لكن عليها الإسراع في ذلك قبل أن تتوقف بقية الشركات". ورأى النور، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، أن المعالجات تتطلب إعادة النظر في أسعار الوقود، والرسوم العالية التي يفرضها الطيران المدني (الشركة القابضة ) ووزارة المال، والشركات التي تقدم خدمات في المطارات، موضحًا "في ظل واقع كهذا، لا أحد سيقبل الاستمرار في العمل في مجال الطيران". وكشف مصدر مُطلع، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العرب اليوم"، أن "الخطوة خسارة للسودان بالمقاييس كافة، وكنا نتحدث عن انتظام رحلات شركة عريقة إلى السودان مثل "اللوفتهانزا"، في ظل الحصار والمقاطعة والحرب الاقتصادية، وكانت  هذه شهادة للعالم بأن السودان لا يعيش في عزلة". وأوضح المصدر نفسه، أن الأمر لا يرتبط بشركة الخطوط الألمانية وحدها، وأن هناك  شركات طيران عالمية توقفت منها الهولندية، كما توقفت رحلات داخلية كانت تُسيّرها  شركات طيران محلية إلى مناطق عدة في السودان، بعد أن تكبّدت خسائر مالية فادحة، فيما طالب الحكومة بـ"مراجعة سياساتها واتخاذ القرار الصحيح".