قال الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة أسست هذا العام برنامجاً خاصاً تحت مسمى “برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي”, وذلك إدراكاً من الهيئة للأهمية البالغة بمواقع التاريخ الإسلامي. وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن البرنامج يجسد توجيهات المقام السامي الكريم بالعناية والاهتمام بتاريخنا الإسلامي المجيد, وتوفير رعاية خاصة لمواقع التاريخ الإسلامي خاصة تلك المواقع المرتبطة بالسيرة النبوية والخلفاء الراشدين, وتوثيق المواقع والمعالم المرتبطة بهذه الحقبة العظيمة ودراستها بهدف المحافظة عليها وتوظيفها للفائدة العلمية والثقافية, وتهيئتها لتكون مواقع للتوعية والتعريف بأهمية هذه المواقع بالطرق الصحيحة ومعايشة التاريخ الإسلامي الذي تَشْرُفُ هذه البلاد أن أرضها كانت مسرحاً لانطلاقته إلى العالم. وبين رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة اهتمت بمواقع التاريخ الإسلامي في مكة المكرمة والمدينة المنورة بهدف المحافظة عليها وتوظيفها للفائدة العلمية والثقافية, مشيرا إلى أن الهيئة تعمل بالتنسيق مع هيئات تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة تحت توجيهات خادم الحرمين الشريفين, وبمتابعة من أمراء المنطقتين في تنفيذ عدد من المشاريع الكبرى في بعض مواقع التاريخ الإسلامي في مكة المكرمة والمدينة المنورة, ومنها مشاريع تأهيل وتطوير المواقع ذات الأهمية الأولى التي تم إدراجها في ميزانيات الهيئات والأمانات المعنية. وأضاف الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة تعمل حالياً على إنشاء خمسة متاحف إقليمية جديدة, ومتحفين متخصصين إضافة إلى تطوير ستة متاحف قائمة في عدد من المحافظات, وتطوير العروض المتحفية, وتأهيل وتطوير 120 موقعاً أثرياً, وأكثر من 70 من القصور والقلاع التاريخية ليتم تحويلها إلى مراكز ثقافية ومراكز للإبداع والتراث العمراني والحرف اليدوية, مؤكداً حرص الهيئة على إعداد مشاريع أنظمة لحماية التراث الثقافي في المملكة مثل مشروع نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني, الذي وافق عليه مجلس الشورى أخيراً إضافة إلى بناء منظومة معلوماتية متكاملة للإرث الثقافي السعودي. من جانب اخر كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن شروع المقام السامي من خلال هيئة تطوير المناطق بالتنسيق مع هيئة كبار العلماء في رصد مبالغ مالية ضخمة لتطوير المواقع التاريخية في المناطق وبدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأوضح عن الاستفادة لأول مرة من تأشيرات المعتمرين لـ65 دولة لتحويلهم إلى باحثين في مجال التاريخ إضافة إلى توجيهه بإشراك أبناء الخليج في تنقيب الآثار والاستفادة من مدرسة البحرين في محافظتها على التراث. وقال الأمير سلطان في محاضرته خلال افتتاح ندوة “المدينة المنورة حضارتها وتراثها عبر العصور” بحضور أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان, والتي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ضمن احتفالية المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013: “إن الأمم التي لا تعرف تاريخها ولا تقدره أمم أمرها ضبابي, لافتا إلى توجه لافتتاح فروع للجمعية السعودية للمحافظة على التراث في جميع المحافظات فيما تسعى الهيئة إلى تأهيل 70 من القصور والقلاع قبل افتتاحها للجمهور”. وأفاد الأمير سلطان أن عمليات التنقيب غير المسبوقة التي تجري حالياًّ في المملكة تستدعي تنفيذ مشاريع تطويرية وإنشائية للمتاحف التي من شأنها احتضان أبرز المكتشفات الأثرية في المناطق, وإتاحة الفرصة للاطلاع عليها من قبل المواطنين لربطهم بتراثهم الوطني وتعزيز البعد الحضاري لديهم لذلك تنشئ الحكومة منظومة كبيرة حالياًّ من المتاحف الجديدة والمتاحف المتخصصة والإقليمية, وتعمل على تطوير شامل للمتحف الوطني والمتاحف القائمة في المناطق والمحافظات كما تعمل حالياًّ في الميدان 28 بعثة علمية تضم خبراء سعوديين ودوليين في مختلف المواقع الأثرية في المملكة إضافة إلى تعاون الهيئة مع جهات دولية ومحلية متخصصة في مجال التنقيب, وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون مع تلك الجهات. وأكد الأمير سلطان أن الأهداف التي تسعى الهيئة إلى تحقيقها تكمن في مواصلة وتعميق ربط المواطن بتراثه الوطني ذهنياًّ وتاريخياًّ ووجدانياًّ, وتعريفه به ليكون هو المحافظ الأول لآثار المملكة وتراثها.