قالت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة إن قطاع السياحة في فلسطين شهد هذا العام انتعاشا كبيرا، انعكس بشكل ايجابي على الواقع الاقتصادي. وأضافت معايعة في حديث خاص لـــ'وفا' أن عدد السياح وصل إلى أكثر من 2.5 مليون سائح، أي بزيادة وصلت إلى 14% عن العام المنصرم، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في عدد ليالي المبيت الذي وصل إلى 1.9 مليون ليلة. ولفتت إلى أن مدينة بيت لحم شهدت بشكل خاص حركة سياحية غير مسبوقة عشية حلول عيد الميلاد المجيد، أدت إلى إشغال غالبية فنادقها. وأوضحت معايعة أن وزارة السياحة حرصت على تنفيذ البرامج  والفعاليات والمشاركة في المحافل والمعارض السياحية بهدف الترويج للسياحة الفلسطينية، كذلك المشاركة بوفود مشتركة مع القطاع السياحي الفلسطيني الخاص للتشبيك بينه وبين وكالات السياحة العالمية لتسويق برامج سياحية فلسطينية بحتة والترويج لفلسطين كمقصد سياحي مستقل. وأكدت أن العمل ما زال مستمرا في برامج الحفاظ على التراث الثقافي وترميم وتطوير المواقع الأثرية الهامة والمتاحف، وافتتاح عدد منها لزيارة السياح، واستمرار العمل في مشروع تصنيف الفنادق الفلسطينية وتطوير البنية التحتية السياحية وتطوير خبرات العاملين في السياحة وغيرها. وحول معيقات تطور قطاع السياحة: أكدت معايعة، أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال  هو العائق الأكبر أمام السياحة الفلسطينية، مشيرة إلى أن إجراءاته تحد من حرية حركة السائح والعاملين في مجال السياحة، وأن فلسطين باتت لا تملك بوابة الدخول إلى أراضيها، ولا تتحكم في المعابر والحدود ولا تصدر تأشيرات دخول، عدا عن عدم السماح بإنشاء مطار. وبيّنت الوزيرة أن معيقات الحركة تشكل تحديا كبيرا للسائح وللعاملين في مجال السياحة على حد سواء، خاصة وأننا ما زلنا نعتمد في المقام الأول على السياحة الدينية المسيحية، كون فلسطين مغلقة أمام العالمين العربي والإسلامي، وان السياحة الدينية تتطلب حرية الحركة في الأراضي المقدسة، لترابط المواقع في القدس وبيت لحم والخليل. وأضافت: هناك معيقات أخرى تتمثل في سيطرة إسرائيل على الكثير من المواقع في مناطق (ج) الخاضعة لسيطرتها الأمنية، إضافة إلى التحدي الأكبر بوجود أهم المواقع السياحية والدينية في القدس المحتلة، التي يعتبر القطاع السياحي فيها من أهم القطاعات الاقتصادية، وأمامه تحديات كبيرة للمنافسة والصمود، عدا عن أن إسرائيل تسوق القدس وكثير من المناطق الفلسطينية على أنها جزء منها، ما يضع وزارة السياحة أمام تحد كبير في تثبيت هذه المواقع كمواقع فلسطينية. وتوقعت الوزيرة معايعة أن يصل عدد السياح في بيت لحم ليلة عيد الميلاد 50 ألف سائح. وأشارت إلى أن عدد الفنادق العاملة في فلسطين (الضفة وغزة والقدس) يصل إلى 123 فندقا بواقع 7017 غرفة فندقية، ويقع 46 فندقا منها في بيت لحم بواقع 3983 غرفة، وقدرت عدد العاملين في قطاع السياحة قي محافظة بيت لحم بنحو 5 آلاف شخص.  ولفتت إلى أنه من منطلق الحرص على تشجيع الاستثمار السياحي في فلسطين، ومواكبة التصاعد الكبير في أعداد السياح والزوار، فقد عمدت وزارة السياحة والآثار ومن خلال عضويتها في مجلس إدارة الهيئة العامة لتشجيع الاستثمار، وبالتعاون مع الهيئة وكافة المؤسسات ذات العلاقة، إلى مساعدة كافة المستثمرين في القطاع السياحي الخاص للحصول على إعفاءات وحوافز استثمارية سهلت وشجعت عملية الاستثمار وساهمت في نهضة السياحية في فلسطين. وقالت معايعة: رغم أن قطاع السياحة يشهد ازدهارا كبيرا وملحوظا، إلا انه ما زال بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات السياحية لتواكب التصاعد في أعداد السياح والزوار والارتفاع في عدد ليالي المبيت ونسبة إشغال الغرف. وأضافت أن الوزارة تعمل جاهدة من أجل الحصول على إعفاء كامل من ضريبة الدخل لمدة خمس سنوات للمشاريع السياحية الاستثمارية الجديدة، وكذلك العمل على تمديد فترة الإعفاء لبعضها إلى فترات زمنية إضافية مختلفة. وفيما يتعلق بعلاقة وزارة السياحة مع القطاع السياحي الخاص، اعتبرت معايعة  الشراكة مع هذا القطاع من أهم مقومات النجاح في العمل، وهو ما يتجلى من خلال التواصل الدائم والتفاعل من خلال المجلس الاستشاري للسياحي والشراكة في الترويج السياحي والمعارض السياحية والفعاليات كافة. واستنكرت وزيرة السياحة منع سلطات الاحتلال عددا من وزراء السياحة العرب بزيارة فلسطين والتجول في القدس وبيت لحم والخليل والمشاركة في احتفالات شعبنا بعيد الميلاد المجيد. وحول الاستعدادات لاستقبال عيد الميلاد المجيد، قالت إن الوزارة استكملت استعداداتها من خلال التعاون بين كافة الجهات والفعاليات لإخراج هذه الاحتفالات بأبهى حلة ولتكون رسالة فلسطينية للعالم أجمع تساهم بإعطاء صورة جميلة عن فلسطين وتساهم في الترويج السياحي لها.