تحتدم المنافسة بين المراكز التجارية الفاخرة المنتشرة في شوارع هونغ كونغ لتقديم أجمل زينة للعيد وأكثرها كلفة بغية استقطاب الزبائن، لا سيما من الصين القارية، على أمل تشجيعهم على الإنفاق. من الدب القطبي الذي يساوي ارتفاعه طابقين إلى نموذج مصغر من منتزه سنترال بارك، لا تردد امام اي شيء  لإثارة فضول المارة وجذب الزبائن إلى المتاجر المنتشرة في هذه المراكز الكبيرة. والمنافسة هي بالفعل "محتدمة" بين المراكز التجارية، على حد قول كارن تام المديرة المساعدة في قسم التسويق في مركز "هاربر سيتي" الواقع في جزيرة هونغ كونغ. فقد أنفق هذا المركز 516 ألف دولار أميركي (377 ألف يورو) على زينة عيد الميلاد المتمحورة على شخصيات من أفلام "ديزني" الشهيرة، مثل "توي ستوري" و"بيتر بان" والتي ستجذب من دون أدنى شك الأطفال وأهاليهم. وبالتأكيد سيزيد "هاربر سيتي" الميزانية المخصصة لزينة الميلاد العام المقبل، إذ أن لهذه الأخيرة أثرا كبيرا على نسبة ارتياد المركز في هذه الفترة من السنة، بحسب كارن تام. وأكدت المديرة المساعدة "سترفع ميزانية العيد من دون شك. فالمنافسة شديدة لاستقطاب الزبائن في هونغ كونغ والصين ... ولا بد من تقديم أفكار ابتكارية وتجديدها للفت نظر الزبائن". وفي الجهة المقابلة من جزيرة هونغ كونغ، يقع مركز "آي اف سي" الذي قدم هذه السنة زينة من وحي منتزه سنترال بارك في نيويورك ليخرج عن التصاميم التقليدية بمنصات معشوشبة وأشجار ودراجات هوائية وأيائل وأضواء وكرات ضخمة. ونظرا للمنافسة المحتدمة في هذا المجال، تبقى مواضيع الزينة وميزانياتها طي الكتمان حتى اللحظة الأخيرة. وقالت ريبيكا وو المسؤولة عن التسويق في متجر "كاي11 آرت مول" "حاولنا أن نعرف موضوع الزينة التي يحضرها الآخرون، لكن ما من أحد تفوه بكلمة". وقد خصص هذا المركز التجاري الذي يقوم أيضا مقام معرض فني في حي تسيم شا تسوي الدائم الحركة 4 ملايين دولار محلي (377 ألف يورو) لزينة الميلاد لعام 2013 التي استغرق تحضيرها أكثر من ستة أشهر. وتتمحور هذه الزينة على دب قطبي من أنابيب فولاذية وامضة يبلغ ارتفاعه حوالى سبعة أمتار وتركز عليه أضواء متغيرة الألوان وهو محاط بجبال جليدية. ويكمن الهدف من هذه الزينة في شد الانتباه إلى آثار الإنسان على الطبيعة. وشرحت ريبيكا وو "أردنا أن تؤثر زينتا على الزبائن"، مضيفة أن نسبة ارتياد المركز قد ارتفعت بمعدل 10 % منذ إرساء هذا الدب القطبي الذي يتضمن قفصه الصدري قلبا أحمر نابضا. وكما هي الحال في باريس حيث تستقطب زينة المتاجر الكبيرة الحشود في فترة عيد الميلاد، بات سكان هونغ كونغ يتوافدون إلى المتاجر للتفرج على تصاميمها الضخمة. غير أن هذه الزينة  الباذخة تستهدف خصوصا زبائن الصين القارية. فخلال النصف الأول من العام 2013، تخطت نفقات السياح الاتين من الصين نفقات السياح الآخرين في هونغ كونغ بنسبة 39 %، بحسب دراسة صادرة عن مكتب "جونز لانغ لاسيال" للاستشارات العقارية. وتتوقع سلطات الهجرة مجيء نحو 11 مليون صيني إلى هونغ كونغ بين نهاية كانون الأول/ديسمبر وبداية كانون الثاني/يناير، في نسبة هي أعلى ب 7,6 % من تلك المسجلة في العام 2012.