أعرب وزير السياحة هشام زعزوع عن تفاؤله من الحركة السياحية فى مصر بأنها ستشهد انتعاشًا بعد إقرار الدستور الجديد للبلاد، والذى جرى الإستفتاء عليه الأسبوع المنصرم. وأكد زعزوع – في حديث لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس السبت - أن كل المؤشرات تظهر أن أصحاب القرار السياحي فى العالم يربطونه تمامًا بالظروف السياسية في البلاد، وكانوا يرون أن هناك للأسف اضطرابات سياسية على الأرض فى صورة مظاهرات وما إلى ذلك، كما يرون أنه كان هناك نوع من الفراغ السياسي في المرحلة الانتقالية. وأضاف أن بداية الاستحقاقات السياسية المتمثلة في إجراء الاستفتاء، ثم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في غضون فترة لن تتجاوز شهر حزيران القادم يعد مؤشرًا على أن مصر تدخل على مرحلة استقرار أكبر مما سيكون له بالطبع تأثيرا على القطاع السياحى فى البلاد، وأشار إلى أن كل هذه الأمور تظهر أن حركة السياحة ستبدأ في الانتعاش اعتبارًا من الآن، وستبدأ في التصاعد كلما خطونا خطوة في تنفيذ "خارطة الطريق" بالدقة التى تتم بها في الوقت الحالي. وحول زيارته الحالية إلى باريس.. قال الوزير إنه تسلم الجمعة جائزة منظمة العلاقات العامة الدولية "إيبرا" للعام الجاري.. مشيرًا إلى أن المنظمة الدولية تهدى كل عام جائزة ودرع لمنظمة أو شخصية دولية لجهودها فى مجال العلاقات العامة، وهذا العام قررت منح الجائزة له بصفته الشخصية. وأضاف أن المنظمة الدولية اعتبرته أيضًا "شخصية العام" فى مجال العلاقات الدولية على مستوى العالم، وذلك لأول مرة يتم اعتبار شخص أو مسئول من خارج قطاع العلاقات العامة يحصل على تلك الجائزة..مشيرا إلى أنه يعتبر أن تلك الجائزة منحت لمصر. وأوضح أن الرئيس الدورى للمنظمة الفرنسي الجنسية كريستوش جينستى أرجع هذا القرار إلى طريقة إدارة زعزوع لملف سياسي معين قبل ثورة الثلاثين من حزيران في أعقاب تقديم استقالته من منصب وزير السياحة اعتراضا على تعيين محافظ الأقصر حينها، بالإضافة إلى قدرة الوزير على التواصل الدولى في مرحلة ما بعد الثلاثين من حزيران ولاسيما على ضوء معاناة القطاع السياحى المصري بسبب تحذيرات السفر التي فرضت عليه من الدول المصدرة للسياحة وخاصة الأوروبية منها. وأضاف وزير السياحة أن القائمين على المنظمة الدولية للعلاقات العامة "إيبرا" أعربوا عن تقديرهم للجهد الذى قام به وتحركاته في الدول الأوروبية وأيضًا تعاونه مع السفراء المصريين بالخارج والسفراء الأجانب بالقاهرة مما أسهم وفى فترة قياسية فى أقل من شهرين فقط فى أن معظم الدول المصدرة للسياحة إما خففت أو رفعت الحظر على مسافريها إلى المقصد السياحي المصري، وأوضح أنه على الرغم من أن الأرقام "متواضعة" إلا أن المؤشر يعكس زيادة الطلب على المقصد السياحي المصري. وذكر أن رئيس المنظمة وجه له الدعوة للمشاركة في المؤتمر السنوي الذي عقد الجمعة بباريس، وهو عبارة عن ورش عمل تستمر لمدة يوم واحد.. مضيفًا أنه ألقى كلمة أمام هذا التجمع الكبير الذى يضم كافة خبراء العلاقات العامة الفرنسيين والدوليين والذى يحمل عنوان "حرب السمعة" والذي يعنى إدارة السمعة الدولية للمقصد (السياحي) وهو ما ينطبق على مصر التي تمر بمرحلة انتقالية. وقال زعزوع إن الإنطباعات الذهنية لدى المتلقى هي للآسف الشديد مختلطة ومتباينة وهو ما يؤثر على قطاع السياحة.. مضيفًا أنه قام أمام المؤتمر بتقديم عرض تقديمي تناول من خلاله التجربة المصرية ومعاناة السياحة المصرية بسبب الصورة الذهنية الخاطئة بصفة عامة في العالم المصدر للسياحة إلى مصر وبصفة خاصة بالنسبة لفرنسا لأن أعداد سائحيها كانت جيدة جدا قبل تراجعها بنسبة 80 بالمائة. وأوضح انه نقل أمام المشاركين في المؤتمر صورًا حية عما يحدث في مصر في قطاع السياحة، بالإضافة إلى مقارنة مصحوبة بصور حية وأفلام حول ما يدعيه "الإخوان المسلمين" والحقيقة على أرض الواقع، وأضاف انه قام خلال الزيارة بإجراء مقابلات مع عدد من ممثلي الصحف الفرنسية واسعة الإنتشار ومن بينها "لوموند" وتلك المتخصصة في المجال السياحي، حيث قامت بتنظيم تلك اللقاءات المستشارة السياحية بباريس ناهد رزق. وقال وزير السياحة انه عقد أيضًا لقاء صحافيًا موسعًا لشرح الأوضاع الحالية والمستقبل وخارطة الطريق التي يتم تنفيذها حاليًا..مشيرًا إلى أنه إنتهز فرصة تواجده بباريس حيث عقد اجتماعات مع المسئولين السياحيين الفرنسيين منهم ممثل "اتحاد السياحة الفرنسى" (سيتو) ومسئولي أحدى شركات الطيران الهامة في فرنسا "إيجل أزور" حيث تم مناقشة فرص التعاون مع مصر. وأعلن أن شركة الطيران "إيجل أزور" تقدمت بطلب للسلطات الفرنسيين لتسيير خط طيران إلى القاهرة اعتبارًا من تشرين الثاني القادم، إلا أنه سيتم محاولة تحقيق هذا الأمر قبل الشتاء القادم.. واصفًا زيارته الحالية إلى العاصمة الفرنسية بأنها "مثمرة". وردًا على سؤال حول إستراتيجية وزارة السياحة خلال المرحلة المقبلة.. أكد الوزير زعزوع أن "إستراتيجيتنا هي أكثر مناورة تكتيكية للملف السياحي وليس إستراتيجية بالمعنى التقليدى".. مشيرًا إلى أن الهدف محدد ويتمثل فى مضاعفة الأرقام السياحية من سنة الذورة "2010"، حيث بلغ عدد السائحين حينها ما يقرب من 15 مليون سائح وحققت إيرادات للخزانة المصرية قدرها 12.5 مليار دولار. وأضاف أنه عن طريق دراسات محددة وإستراتيجية معينة، فإن المستهدف هو مضاعفة الأرقام السياحية والإيرادات بحلول عام 2020 لتصل إلى ما بين 25 إلى 30 مليون سائح، بإيرادات تبلغ حوالى 25 مليار دولار. وأوضح وزير السياحة أن الظروف التى يمر بها حاليًا القطاع السياحي المصري هي "خاصة جدًا".. مشيرا إلى أنه يعتبرها "أزمة ممتدة"، وهو وضع جديد مقارنة بالأزمات السابقة التى واجهتها صناعة السياحة فى مصر، والتى كانت محددة زمنيا وجغرافيا وكان يتم التعامل معها بأدوات معروفة وتنتهي "ولكن هذه المرة الأزمة تنحسر قليلاً ثم تنفجر مرة أخرى" منذ ثلاث سنوات. وقال زعزوع إن الوزارة وضعت خططا "تكتيكية" قصيرة المدى تقوم على ثلاثة معالم رئيسية تتمثل أولًا فى التركيز على الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة وتم تحديدها في شكل أوروبا الغربية والشرقية ومنطقة الشرق الأوسط واختيار مقصد أو اثنين فى عام 2014 من الدول الصاعدة سياحيًا بالنسبة لنا كالهند والصين، وأشار إلى أن النقطة الثانية هى تكثيف العمل في التعاون مع جهود الترويج من خلال كبار منظمي الرحلات فى الدول المصدرة وليس بشكل مباشر وذلك عبر حملات مشتركة، بالإضافة إلى رفع القيود الإدارية التي تمنع تدفق حركة السياحة بالنسبة لبعض المناطق الواعدة مثل الهند حيث كان يجب الحصول على تأشيرة دخول مسبقة إلى مصر وليس تأشيرة لدى الوصول.. والنقطة الأخيرة التعاون مع شركات الطيران في العالم باعتبار أن الطيران هو وسيلة الوصول للمقصد السياحي. ومن المقرر أن يغادر وزير السياحة هشام زعزوع العاصمة الفرنسية في وقت لاحق اليوم، في ختام زيارة قصيرة استغرقت يومين.