أعلنت كل من الإتحاد للطيران وبوينغ " المدرجة في بورصة نيويورك " وتكرير وتوتال ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا الاحد أنها بصدد التعاون بشكل وثيق للعمل على مبادرة جديدة تحمل عنوان –" أبوظبي لوقود الطائرات الحيوي: رحلتنا نحو الاستدامة" بهدف دعم صناعة الوقود الحيوي المستدام للطائرات في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتقوم " مبادرة أبوظبي لوقود الطائرات الحيوي " بإشراك طيف واسع من أصحاب المصلحة والأطراف المعنية للمساهمة في وضع خطة عمل شاملة تستهدف سلسلة توريد الوقود الحيوي للطائرات في دولة الإمارات العربية المتحدة بما في ذلك الأبحاث والتطوير وتوسيع نطاق الاستثمارات في إنتاج المواد الخام وإمكانيات التكرير في دولة الإمارات العربية المتحدة وحول العالم. و جاء الإعلان عن مبادرة أبوظبي لوقود الطائرات الحيوي بعد مرور يوم على إطلاق " الإتحاد للطيران " رحلتها التجريبية لطائرة بوينغ 777 التي تم تشغيلها جزئيا بأول وقود من الكيروسين الحيوي تم إنتاجه في دولة الإمارات العربية المتحدة عن طريق تكنولوجيا لمعالجة الكتلة الحيوية النباتية المبتكرة .. وتم تحويل الوقود الحيوي بشكل جزئي من الكتلة الحيوية من قبل شركة توتال وشريكتها شركة أميريس. وأجرت شركة تكرير المملوكة بالكامل من قبل شركة أبوظبي الوطنية للبترول " أدنوك " عملية التصفية النهائية لوقود الطائرات الحيوي لتنضم بذلك دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العدد القليل من الدول التي تقوم بإنتاج وتشغيل طائراتها عبر وقود الكيروسين الحيوي . ويقوم مركز مصدر لأبحاث الطاقة الحيوية المستدامة الذي تدعمه الاتحاد للطيران وشركة بوينغ ماليا حاليا بإجراء أبحاثه وتطوير الزراعة الملحية التي ستصبح مواد خام لعمليات التكرير نفسها لإنتاج الوقود المتجدد. وقال جيمس هوجن رئيس المجموعة الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران إن التعاون مع شركائهم الرئيسيين يتمثل في هدفهم في دعم تطوير وتسويق وقود الطائرات الحيوي المستدام في أبوظبي والمنطقة وحول العالم على حد سواء. وأكد إنجازهم خطوات هامة في هذا المجال لافتا الى مواصلة تركيزهم على إقامة مبادرات أخرى مثل هذه المبادرة لتسهيل المسألة المتعلقة بتوافر وقود الطائرات الحيوي للاتحاد للطيران في السنوات القادمة. وتأتي رحلة الاتحاد للطيران التجريبية مع الإعلان عن مبادرة أبوظبي لوقود الطائرات الحيوي في الفترة التي سبقت أسبوع أبوظبي للاستدامة والقمة العالمية للطاقات المستقبلية التي تؤكد التزام قادة دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه تطوير الطاقة المستدامة. وتنطلق مبادرة أبوظبي لوقود الطائرات الحيوي/ رحلتنا نحو الاستدامة تماشيا مع رؤية أبوظبي الاقتصادية للعام 2030 التي تسعى إلى تطوير مصادر الطاقة المستدامة بهدف تنويع اقتصاد الدولة وزيادة فرص العمل للمواطنين الإماراتيين. من جانبه أكد جيفري جونسون رئيس شركة بوينغ لمنطقة الشرق الأوسط أن دولة الإمارات العربية المتحدة المتخصصة في مجال الطيران التجاري على مستوى العالم مؤهلة تماما لقيادة الجهود الرامية إلى جعل هذه الصناعة أكثر استدامة موضحا أن شركة بوينغ التي تعمل مع شركاء لها في مختلف أنحاء العالم للنهوض بمشاريع تطوير الوقود الحيوي المستدام تعتبر أن مبادرة أبوظبي لوقود الطائرات الحيوي فرصة هامة تحدث من خلالها أثرا إيجابيا على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى مستوى العالم على حد سواء. وأشاد جاسم علي الصايغ الرئيس التنفيذي لشركة تكرير بالمبادرة لافتا الى أن شركة تكرير تفخر بمشاركتها في تكرير هذا المنتج في مركز بحوثها القائم في أبوظبي وأكد تأييدهم لمفهوم استخدام الوقود الحيوي كوقود مستدام للطيران للوصول إلى مستقبل أكثر نقاء وذلك تماشيا مع سياسة الاستدامة في شركة أبوظبي الوطنية للبترول. وأضاف إن تلك الاستراتيجية تكمل خططهم المستقبلية في تلبية نمو الطلب المتزايد لوقود الطائرات في البلاد وعلى مستوى المنطقة في ظل التوسع الكبير الذي تشهده شركات الطيران على صعيد العمليات. وأعرب برنارد كليمنت نائب أول للرئيس في شركة توتال للطاقات الجديدة عن فخرهم بوصف الشركة شريكا على المدى الطويل لأبوظبي ومسؤولة عن إنتاج النفط والغاز و بالمشاركة في هذه المبادرة ودعم الإمارات وتنويع مزيج الطاقة. وأكد أن تلك الرحلة التجريبية التي تعد الأولى من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط تعكس استطاعة توتال حتى اليوم في دمج الوقود الحيوي للطائرات بطريقة ملموسة وموثوقة. وشدد على أن مسألة تحسين كفاءة الطاقة والاستفادة الكاملة من الطاقة المتجددة جزء لا يتجزأ من نموذج أعمال توتال وتمكنت من تحقيق إنجازات ملموسة على صعيد الوقود الحيوي فضلا عن قطاع الطاقة الشمسية. وأوضح الدكتور فريد مافينزادة رئيس معهد مصدر أن التعاون الوثيق بين الشركاء في مبادرة أبوظبي لوقود الطائرات الحيوي يعكس التزامهم تجاه الوقود الحيوي المستدام وهو مفهوم يجري في الوقت الحالي تطبيقه من جهتهم عبر مركز أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة. وأكد مواصلة التركيز على تحديد الطرق المجدية تجاريا لإنتاج وقود الطيران الحيوي مرحبا بتلك المبادرة الجديدة التي من شأنها أن تمهد الطريق لتبنّي مثل تلك الأنواع من الوقود بشكل أسرع من قبل القطاع بالاضافة الى مواصلة الى جانب الخبراء مساهماتهم في توفير حلول نظيفة للطاقة لتصب في صالح جميع الأطراف المعنية.