لكل من اسمه نصيب وهذا المثل ينطبق على بلدة عين البيضا التي تغفو على سفح تربته بيضاء اللون حيث يمد ناظريه باتجاه جبل الاقرع وغابات البسيط بمنتهى الوضوح والدقة ملوحا إلى تلك القرى الوادعة في هذه المناطق كما أنه يستمد من أمواج المتوسط على مد البصر سعة الأفق ودقة التأمل ومن الجبال الساحلية صلابة التربة وعمق جذور السنديان. ويقول برهان حيدر الباحث في التراث الشعبي واحد أبنائها.. إن دروب البلدة التي تتفرع من هذا السفح باتجاه أراضيها الشاسعة الواسعة كلها بيضاء اللون تنتشر على تخومها حقول الزيتون مما هون على أهل البلدة الحركة السهلة حتى في دياجير الليالي الحالكة السوداء فكأنها الجواهر الفضية التي تزين جسد زنجية سوداء لافتا إلى أهمية الموقع للبلدة الذي يتوسط عدة مناطق مما جعلها مركزا إداريا من ثلاثينيات القرن الماضي. وذكر حيدر لنشرة سانا سياحة ومجتمع.. أن عين البيضا بلدة ومركز ناحية في هضبة البهلولية واستمدت تسميتها من عين ماء شمالي البلدة تنبجس من صخور حوارية بيضاء وتتوسط هضبة كلسية واسعة تحددها المجاري المائية في منطقة تقسيم المياه بين نهري الكبير الشمالي والعرب غربا. وأشار إلى أن أهل البلدة حددوا جملة من الاداب والأعراف والتقاليد العفوية الشفافة التي تميزهم ان البلدة تمتلك مجموعة من العيون العذبة التي تنساب في السواقي والجداول ولكل نبع اسم مرتبط بحدث في تاريخ البلدة وتراثها اما بيادر عن البيضا فهي تحيط بالبلدة احاطة السور بالمعصم ولكنها سوار اخضر اللون على مدى العام. وأوضح حيدر أن البلدة تقع في منطقة تلالية يتراوح ارتفاعها بين 200 و 250 مترا عن سطح البحر ففي غربها تتراخى السهول الساحلية إلى البحر المتوسط كبساط اخضر وشرقا تتسامى الجبال الساحلية حتى ارتفاع 1505 أمتار في قمة النبي يونس ومن الجنوب ينساب نهر الكبير الشمالي في واديه الذي أقيم فيه سد السادس عشر من تشرين عام 1986 ومن الشمال حوض وادي قنديل ومن الشمال الشرقي تطل عليك غابات الصنوبر والسنديان والبلوط عند تخوم منطقة الباير والبسيط. وبين حيدر أن هذا الموقع ذا الشكل التلالي الهضبي المحاط بالمنخفضات يجعل من المنطقة حيزا مناخيا معتدلا بشكل مثالي برغم تواضع الارتفاع إلا أن شكل وموقع المنطقة يجعل منها هضبة مكشوفة تجتازها الرياح والنسائم العليلة من كافة اتجاهاتها في مختلف الفصول كما وتهب عليها ايام الصيف الحارة النسائم العليلة. ولفت إلى أن بحيرات سد تشرين اضافت على البلدة سحرا اخاذا إضافة إلى ذلك فإن ترامي الافق وفي جميع الاتجاهات إلى جبال لبنان جنوبا وقبرص غربا وجبل الاقرع شمالا والباير وقمة النبي يونس شرقا جعل من المنطقة منتجعا سياحيا ومقصدا للفنانين والمبدعين حيث تم تصوير عدة مسلسلات منها الجوارح والكواسر وغيرها. وأشار إلى أن صخورها الفولاذية الكلسية يجعلها غنية بالمياه الجوفية كما وتظهر الاحراج والجنبات الطبيعية في وديانها وسفوحها وبقع من غابات السنديان والبلوط عند المقامات والمقابر كشاهد على غابة حقيقية. والبلدة حسب حيدر من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية نسبيا حيث يوجد بين 200 إلى 250 نسمة في الكيلو متر مربع وضحا أن المناخ المعتدل وتوفر المياه وشبكة المواصلات والتربة الخصبة جعل من البلدة احدى مناطق الجذب السياحي.