احتفت وكالات السفر والسياحة الصينية الكبرى، في العاصمة بكين باستئناف برامجها السياحية إلى مصر وعودة تدفق الصينيين إلى أرض الكنانة في أعقاب توقفها لبضعة أشهر، مما يمثل انطلاقة جديدة نحو عودة نسائم السياحة إلى مصر، التى تضرب بجذورها في عمق التاريخ، فى رسالة إيجابية لدول العالم أجمع مفادها أن مصر هي بلد الأمن والأمان، وأن الاستقرار عاد إلى ربوعها ودروبها وأزقتها العريقة. ومن جانبه، قال الدكتور أبو المعاطي شعراوي، المستشار السياحي المصري في الصين، في تصريح خاص، "إن مصر ممثلة في وزارتي الخارجية والسياحة من خلال المكتب السياحي والسفارة المصرية بالعاصمة الصينية بكين بذلت جهودا كبيرا في محاولة استعادة ثقة السائح الصيني ووكالات السفر والسياحة الصينية في المقاصد السياحية المصرية حتى ترفع الحظر جزئيا في 13 كانون الأول 2013، وكثفت بعد ذلك الترويج وحملات التطمينات في محاولة لاستعادة الصورة الذهنية لدى السائح الصيني بقرار الصين رفع الحظر كاملا". وأضاف أنه خلال شهري كانون الأول و الثاني استطاع المكتب السياحي المصري، وأحيانا بالتعاون مع وكالات السياحة الصينية في زيادة الترويج وتقديم إغراءات وعروض للسائح الصيني، من خلال حملات مكثفة شملت إعلانات في مدن (بكين، وتشيندو، وتشون شين)، ووضعت على أتوبيسات النقل العام الصينية، وإقامة ليال سياحية مصرية في المدن الصينية، إصافة لعقد ورشة عمل سياحية بحضور السفير المصري الدكتور مجدى عامر شارك بها 70 من منظمي الرحلات والسياحة وعدد من وسائل الإعلام الصينية، فضلا عن المشاركة أيضا فى كرنفالات ومعارض سياحية صينية للترويج للمقاصد السياحية المصرية. وأوضح شعراوي أنه يتم حاليًا تحضير حملات ترويجية من خلال أفلام وثائقية ودعائية تحمل رسائل طمأنه بشأن الأوضاع في مصر، حيث تبث عبر قنوات التليفزيون الصينية المختلفة باللغة الصينية، إضافة لإجراء عدد من المسابقات على "موقع ويبو سينا" أحد أشهر مواقع التواصل الاجتماعى في الصين، وتقديم جوائز تعبر عن الحضارة المصرية والمواقع السياحية بمصر. وأشار إلى أن الجوائز تمنح بالتعاون مع مكتب شركة مصر للطيران في الصين، مبينا أن الحملات الدعائية تأتي متزامنة مع فترة الأعياد الصينية بالسنة القمرية الجديدة وأعياد الربيع، معربا عن أمله فى أن تتضاعف الأعداد السياحية الصينية في مصر خلال الشهرين المقبلين، وأن يتحقق الهدف الخاص بزيارة 200 ألف سائح صيني إلى مصر بنهاية العام الجاري. ولفت شعراوي إلى أنه يتم حاليًا التحضير لتنظيم رحلة ترويجية تضم 40 من ممثلي وكالات السياحة والإعلام في الصين لزيارة مصر في الفترة من 26 شباط، إلى 7 آذار المقبل، بهدف مشاهدتهم على أرض الواقع صورة مصر الحقيقية، والأمان الذي تتمتع به مختلف المقاصد السياحية، ونقل هذه الصورة للسائح الصيني، موضحا أنه سيتم عقب عودة هذا الوفد السياحي والإعلامي الصيني من مصر تكثيف الحملات الدعائية للترويج للسياحة المصرية في السوق الصينية لاستعادة الحركة السياحية الصينية إلى سابق عهدها واستغلال فترة الموسم السياحي المقبل صيفا وفترة العطلات الصينية. وقال خبراء سياحيون صينيون "إن المقاصد السياحية المصرية تشكل دوما محورا رئيسيا للبرامج السياحية التي تضعها وكالات السفر الصينية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في ضوء الرغبة الشديدة، لدى العديد من أبناء الشعب الصيني في زيارة المناطق الأثرية والمعالم التاريخية المصرية لاستنشاق عبق التاريخ الذي يفوح من أرجائها". ومن جانبها، قالت نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وأفريقيا بوكالة الخدمات السياحية الصينية هونغ مي "إن ما يبرهن على ذلك تماما أن الموقع الإلكتروني للمقر الرئيسي لوكالة الخدمات السياحية الصينية وضع عروضه السياحية الخاصة والمتميزة بالسفر إلى مصر لمشاهدة آثارها والتمتع بصفاء ونقاء مناخها فى مكان بارز وملحوظ على صفحته الرئيسية، إذ أكدت أنه منذ استئناف الوكالة لخدماتها للسائحين الصينيين الراغبين فى السفر إلى مصر، توافد أكثر من 200 سائح صيني على مصر من خلال برامج الوكالة في الأسبوع الأول من شهر شباط، الذي يوافق أجازة رأس السنة الصينية، وذلك من بين إجمالي 3 آلاف سائح صيني توافدوا من أنحاء الصين على مصر خلال هذه الفترة". وأضافت أن البرامج السياحية المستأنفة تركز على الرحلات السياحية الشاملة والطويلة الأمد نسبيا، لافتة إلى أنه مقارنة بالسنوات الماضية، اختار ما يتراوح بين 1500 و2000 من سكان بكين فترة عيد الربيع خصيصا كموعد لزيارة مصر والتعرف عن قرب على تاريخيها وثقافتها، موضحة أن عددا من سجلوا أسماءهم فى وفد سياحي سينطلق من بكين إلى مصر فى 19 شباط الحالي قد تجاوز نصف العدد المطلوب حتى الآن، وأن رحلة الوفد تستغرق 13 يوما وتبلغ تكلفتها 15 ألفا و990 يوانا للفرد (نحو 2637 دولارا أميركيا). ويأتىي هذا النشاط فى حركة السياحة الصينية إلى مصر بعدما قامت العديد من دول العالم في أوروبا وآسيا برفع حظر السفر إليها، وذلك خاصة بعد القرار الذي اتخذته الصين مع زيارة وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى لبكين في كانون الأول الماضي، علاوة على تحرك وزارة السياحة المصرية في السوقين الأوروبية والعربية اللتين تصدران نحو 75 و20% من السياحة إلى مصر، وعزمها إطلاق حملة مصر الدولية السياحية الكبرى التي تبلغ تكلفتها 44 مليون دولار لتنشيط قطاع السياحة الذي يشكل ركيزة أساسية للاقتصاد المصري ومصدرا رئيسا للعملة الصعبة. وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط وأفريقيا بوكالة السفر الصينية لين تشينغ "إنه منذ توقف الوكالة عن تقديم خدمات السفر إلى مصر، لم ينقطع السائحون الصينيون عن الاستعلام حول موعد استئناف الرحلات والبرامج السياحية إلى بلد يشتاقون لزيارته، منوهة بأن عدد الرحلات السياحية الحالية إلى مصر بلغ أكثر من نصف إجمالي عدد الرحلات التي تطرحها الوكالة حاليا للسائحين الصينيين لزيارة بلدان أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا". وأضافت أنه بعدما استأنفت الوكالة خدماتها وبرامجها إلى مصر نفدت حجوزات رحلات الـ8 أيام الكلاسيكية إلى هذا مصر، التي وصفتها بـ"البلد العربى الأصيل والأشهر عالميا"، موضحة أن الوكالة زادت من قوة الترويج لرحلات الـ10 أيام وأضافت إلى برامجها السياحية التقليدية خدمة مميزة ومفضلة لدى السائح الشاب الصيني ألا وهي استئجار سيارة وقيادتها بنفسه للتجول بين المدن المصرية، فضلا عن خدمة التمتع بجولات لا تنسى بالبواخر الفاخرة في نهر النيل الخالد.