تحظى ولاية مستغانم التي كانت محطة المرحلة الثانية لطواف الجزائر الدولي للدراجات 2014 بطاقات فلاحية وسياحية وثقافية كبيرة تؤهلها لتصبح قطبا تنمويا ومنطقة جذب للاستثمارات بالجهة الغربية للوطن. وتتبوأ ولاية "مسك الغنائم" المتربعة على مساحة 2269 كلم مربع والتي يقطنها قرابة 800 ألف نسمة موقعا استراتيجيا كونها منطقة ساحلية وتشكل امتدادا لغليزان التي تحدها من الشرق ووهران من الغرب ومعسكر من الجنوب. ويعتبر قطاع الفلاحة المحرك الرئيسي للتنمية المحلية بها بفضل خصوبة أراضيها وتوفر مياه السقي وتنوع المحاصيل التي من أشهرها البطاطس حيث تعد في المراتب الأولى وطنيا من حيث إنتاج هذه المادة الإستراتيجية التي تمون بها السوق الوطنية وتصدرها إلى الخارج. كما يعد الساحل المستغانمي الممتد على طول 124 كلم من شاطئ سيدي منصور غربا إلى بحارة شرقا من السواحل الأكثر جاذبية للمصطافين والسياح حيث سجلت الموسم الماضي 7 ملايين و 400 ألف مصطاف. ونظرا للإقبال المتزايد على هذه الشواطئ تم تسجيل 50 طلبا للاستثمار على مستوى لجنة المساعدة على تحديد المواقع وترقية الاستثمار وضبط العقار لانجاز هياكل سياحية بمنطقتي التوسع السياحي "كاب ايفي" و"ابن عبد المالك رمضان" ستسمح باستيعاب 6156 سريرا. كما يجري حاليا العمل على تهيئة 16 منطقة للتوسع السياحي على مساحة إجمالية قدرها 4.339 هكتارا ستحتضن هياكل استقبال بطاقة تزيد عن 20 ألف سرير. وفي الجانب الثقافي تشتهر الولاية بالعديد من الأولياء الصالحين باعتبارها كانت على مدى العصور مهدا للحياة الروحية والتصوف حيث شهدت ميلاد الطريقتين الصوفيتين السنوسية والعلاوية اللتان انتشرتا في مختلف أنحاء العالم. ويوجد بالمنطقة حوالي 80 ضريحاً للأولياء منهم "سيدي عبد الله" و"سيدي بن ذهيبة" و"سيدي العجال" و"سيدي سعيد" و"سيدي لخضر بن خلوف" والتي تعتبر مزارات للمواطنين من داخل وخارج الولاية وتنظم بها مواسم دينية في كل سنة. كما تشتهر مستغانم أيضا بعدة طبوع ثقافية على غرار الطرب البدوي الذي من شيوخه حمادة والجيلالي عين تادلس وكذا الشعبي الذي اشتهر به عشرات المطربين من أمثال بوعجاج والحبيب بطاهر. كما أنجبت الولاية العديد من المسرحيين من أمثال ولد عبد الرحمان كاكي والجيلالي بن عبد الحليم وبلمقدم عبد القادر أحد مؤسسي المهرجان الوطني لمسرح الهواة (1967) فضلا عن بروز فنانين تشكيلين يتقدمهم الفنان محمد خدة وغيرهم. وللإشارة ستتعزز عاصمة مسرح الهواة مع أواخر شهر مارس بمسرح جهوي يعد أول مسرح يشيد بعد الاستقلال على المستوى الوطني وسيساهم بشكل كبير في صقل واكتشاف المواهب الشابة في الفن الرابع وكذا التكوين وخلق مناصب عمل للمتخرجين من المعاهد الوطنية المختصة في هذا المجال. وكانت مدينة مستغانم قد تدعمت مؤخرا بمدرسة جهوية جديدة للفنون الجميلة تتسع ل 300 طالب بمنطقة "صلامندر" الساحلية.