أكد رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة السيد أحمد شكري على أن اقتراحات الخبراء الأمنيين للدول المصدرة للسياحة إلى مصر ، خاصة روسيا وبريطانيا وغيرها من الدول الذين يزورون المقاصد السياحية للوقوف على الأوضاع الأمنية الحقيقية فيها ، يتم أخذها في الحسبان. ودعا شكري – الذي يزور الأردن حاليا على رأس وفد من هيئة تنشيط السياحة للترويج والتسويق للسياحة المصرية والبحث في زيادة التعاون المشترك مع الجانب الأردني – الدول التي تصدر تحذيرات لمواطنيها بعدم السفر إلى مصر إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار التدابير الأمنية العالية التي اتخذتها البلاد في الأماكن السياحية..وطالبها في الوقت ذاته بأن تكون تحذيراتها مسئولة. وأفاد مسئول هيئة تنشيط السياحة - في تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان - بأن معظم الدول التي تصدر السياحة لمصر رفعت حظر سفر مواطنيها إلى البلاد..منوها بأن المفاوضات تجري حاليا مع ألمانيا لرفع الحظر الذي أعلنته مؤخرا حيث إن تحذيراتها كانت لها تأثيرات على عدد كبير من الدول الأوروبية الأخرى. وقال إننا حريصون على توضيح الصورة لسفراء هذه الدول حيث يتم تنظيم جولات لهم في المقاصد السياحية لمراجعة الإجراءات الأمنية وبعدها نطلب منهم رفع تقارير لدولهم..منوها بالتنسيق الدائم بين وزيري السياحة والخارجية المصريين فيما يتعلق بضرورة توضيح الموقف لوزراء خارجية الدول التي يكون قرارها جائرا في هذا الإطار. وأوضح شكري أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من تركيب كاميرات المراقبة الأمنية لأماكن تجمعات السياح في مدينة شرم الشيخ فيما يجري العمل حاليا في الجزء الثاني..موضحا أن المرحلة الثالثة تتعلق بمراقبة مداخل ومخارج المدينة..ومنوها في الوقت ذاته بأن الخطة الأمنية ستشمل أيضا مدينتي الأقصر وأسوان رغم أن أهالي هاتين المدينتين يقومان بحمايتهما بنسبة 100% لأن السياحة هي مصدر دخلهم إلا أنه تم إدراجهما ضمن هذه الخطة خاصة بعد أحداث طابا. وتوقع أن تسترد السياحة في مصر عافيتها بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وإتمام خارطة الطريق ، مشيرا إلى أن هذا القطاع سيشهد انطلاقة اعتبارا من الربع الأخير من العام الجاري وحتى نهاية شتاء 2015 لتعود الأرقام إلى نفس المسجلة في شتاء عام 2010 ..منوها ببرنامج (مصر الآن) الذي انطلق منذ 6 شهور والذي تم من خلاله إقامة شاشات عرض في عواصم الدول التي تصدر 70% من السياحة إلى مصر .. متوقعا أن يحقق هذا البرنامج المستمر حتى الآن نجاحا كبيرا. وفي إطار الجهود الترويجية التي تبذلها وزارة السياحة..قال شكري إن هناك تعاونا قائما مع وسائل الإعلام العالمية وأبرزها شبكة (سي إن إن) وصحيفة (نيوريوك تايمز) الأمريكيتان بهدف التركيز على الفاعليات الثقافية والسياحية والتأكيد من خلالها على أن مصر تعيش حياة طبيعية وليس كما يتردد. ولفت إلى أن الأحداث التي شهدتها مصر أثرت بشكل كبير على السياحة الوافدة وهو ما استدعى من وزارته أن تعمل في مسارين الأول التقليل من المدى الزمني لهذه الأزمة والثاني التخفيف من حدتها ، خاصة وأن هناك دولا مثل فرنسا لديها هواجس أمنية كبيرة حيث انحدرت معدلات السياحة الوافدة منها بطريقة كبيرة إلى البلاد. وقال مسئول هيئة تنشيط السياحة "إننا قمنا بعمل دراسة دقيقة للسوق السياحي ، وبدأنا نبحث عن الأسواق الأقل والأكثر تأثرا بالأزمة للتركيز عليها"..لافتا إلى أن عدد السائحين في العام 2010 بلغ 7ر14 مليون سائح مقابل 7ر9 مليون الآن. وكانت الهيئة قد عقدت مؤتمرا صحفيا أمس الأول الخميس في عمان تحت رعاية السفير خالد ثروت سفير مصر لدى الأردن ، حضره عدد من المسئولين الأردنيين بالقطاع السياحي على رأسهم أمجد المسلماني رئيس لجنة السياحة والأثار بمجلس النواب الأردني نائب رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية. وأكد السفير ثروت - خلال المؤتمر الصحفي – على أن مصر والأردن يتمتعان بعلاقات استراتيجية قوية في مختلف المجالات ولديهما برامج مشتركة لتنشيط السياحة بين البلدين ، لافتا إلى أن قطاع السياحة يرتبط ارتباطا وثيقا باستقرار الوضع الأمني في أية دولة من دول العالم. وقال السفير ثروت إن اجتماعات اللجنة العليا المشركة بين البلدين الشقيقين تمثل فرصة لتنمية وتطوير العلاقات في مختلف المجالات خاصة وأنهما يتمتعان بإمكانيات ضخمة في هذا المجال..مضيفا "إن ما يهدد الأردن يهدد مصر ، واستقرار مصر هو استقرار للأردن". ومن جهته..أكد المسلماني على أن مصر والأردن تحتاجان إلى مساندة في القطاع السياحي خاصة في ظل الأوضاع التي تشهدها المنطقة والتي أثرت عليهما..قائلا "إن الأردن تعتبر أكثر دولة عربية ترسل سياحا إلى مصر نظرا للعلاقة التي تربط الشعبين". ونوه بأن نصيب مدينة شرم الشيخ من السياح الأردنيين يبلغ 50 ألفا من بينهم 30 ألفا (حصة شركته السياحية ) ..مؤكدا على أن تأثير يطال السياحة المصرية ينعكس على الأردن..مشددا على ضرورة العمل من أجل تفعيل التعاون المشترك بين البلدين من إجل إعادة السياحة إلى طبيعتها..واصفا المصريين بأنهم مبدعون في التسويق لبلدهم.