تظهر مدينة البليدة ليلًا من أعالي مرتفعات منطقة الشريعة وهي بحلة ذهبية ساطعة نظرًا للإنارة التي تتمتع بها شوارعها وذلك بفضل الخدمات النوعية والسريعة التي توفرها استخدامات الهاتف النقال والتي تساعد على التدخل السريع والنوعي لأعوان مؤسسة الانارة العمومية عند الحاجة. وفي هذا الصدد، سمحت الشبكة المهنية للهاتف النقال التي منحت لعمال الشركة بتسهيل الاتصال فيما بينهم و التدخل بسرعة لإصلاح أي خلل مسجل في الإنارة العمومية و تم كذلك وضع رقم خاص لرؤساء جمعيات الأحياء من أجل إخطار الشركة حول أية نقايض ملاحظة في هذا المجال. وذكر السيد مسلم محمد مدير الشركة ل/واج أن الهاتف النقال يعتبر وسيلة عمل ذات أهمية قصوى مثله الشاحنات مفك البراغي و المصابيح مبديا ارتياحه حول التطور الملحوظ المسجل في فاعلية تدخل الشركة بفضل الشبكة الهاتفية التي وضعت تحت تصرف العمال. وتقوم الفرق المتنقلة لذات الشركة بدوريات روتينية من أجل مراقبة شبكة الإنارة العمومية بتوجيه عن طريق الهاتف النقال  يوضح نفس المسؤول منذ دخول شبكة الهاتف الخاصة بالعمال حيز الخدمة أصبحت خرجاتنا الميدانية موجهة بإحكام نحو أهداف معينة حيث أصبح الأعوان ينتقلون مباشرة نحو أعمدة الإنارة التي تصاب بخلل من أجل إصلاحها تلبية لنداءات السكان أو تنفيذا لتوجيهات أحد الأعوان الذي يكون بموقع العطب التقني. ويؤكد السيد مسلم أن فاعلية هذه الطريقة الجديدة في العمل تم التأكد من فاعليتها لأكثر مقدما مثالا حول تدخل أعوان الشركة لإصلاح العديد من وسائل الإنارة العمومية التي تضررت بعد أعمال الشغب التي نشبت بعد نهاية مقابلة اتحاد البليدة و نصر حسين داي  يوم 28 مارس الماضي في إطار الجولة 25 من بطولة الرابطة الثانية المحترفة لكرة القدم. ويقول السيد مسلم "لقد تلقى أعواننا اتصالات من طرف المواطنين حول انعدام الإنارة العمومية بحي "لارماف" و النفق المحاذي لملعب الاخواة براكني و قد توجه العمال مباشرة إلى عين المكان بعد إجراء اتصالات بينهم عن طريق الهاتف النقال لإصلاح أكثر من عشرين نقطة ضوئية في أقل من ساعتين" ويضيف المتحدث "لولا تقنية الشبكة المهنية للهاتف النقال لاستغرقت نفس العملية طول الليل"مبرزا "الأهمية القصوى للهاتف النقال في تحسين الخدمة العمومية كون هذا الجانب يعتبر عامل مهم في الأمن و السكينة عند المواطنين الراغبين في التنقل ليلا". وميدانيا يساهم هذا النظام الاتصالي في تسهيل مهمة أعوان حيث أن أي خلل مسجل على مستوى علب التحكم الخاصة بتزويد الأعمدة بالكهرباء و إطفاءها  لا يحتاج العامل للتنقل المستمر بين هذه العلب وأعمدة الإنارة لأنه في اتصال مستمر مع عون أخر مكلف بالمراقبة المصابيح فوق الأعمدة. ويضيف نفس المسؤول "لقد سمح لنا الهاتف النقال بكسب الكثير من الوقت و الجهد إن الشبكة الاتصالية المهنية التي تمنح  اتصالات مجانية بين العمال حل مثالي". وبالإضافة إلى ربح الوقت و الجهد تمكن هذه الشبكة من إطالة عمر الشاحنات و تخفيض مهم في استهلاك البنزين. الهاتف النقال في قلب مشروع تسير شبكة الإنارة العمومية عن بعد ويطمح مدير شركة الإنارة العمومية بالبليدة إلى وضع نظام جديد لتسير شبكة الإنارة العمومية عن بعد وذلك عن طريق تركيب أجهزة تكنولوجية حديثة في علب التحكم و التي بإمكانها رصد الإعطاب بسرعة و إرسال إشارات مباشرة إلى الهواتف المحمولة للعمال. ولقد أنجزت دراسة كاملة بهذا المشروع واقتنيت جهاز خاص أين يمكن إدخال شريحة هاتف نقال لبعث و تلقي المعلومات . وقد قمنا بتجربة ناجحة لهذا النظام الجديد العام الماضي" يوضح السيد مسلم مضيفا أن هذا المشروع الذي لن تتعدي قيمة انجازه 50 مليون دج قد تم تقديمه إلى السلطات المحلية التي أعطت موافقتها المبدئية لتجسيده ميدانيا  يضيف نفس المسؤول  مؤكدا انه في حال تم انجازه ستكون البليدة أول مدينة في الجزائر تتزود بهذا النظام التكنولوجي. وتحصي مدينة البليدة حاليا 10 ألاف نقطة ضوئية على امتداد 50 كلم مربع يتم تسييرها عن طريق250 علبة تحكم. ويتوجه العديد من سكان البليدة خلال الفترة المسائية إلى أعالي الأطلس البليدي فقط من أجل التمتع بالصورة الجمالية لمدينة ذات إنارة رائعة .وقد أصبحت هذه الوضعية مصدر افتخار للعديد من البليدين الذين يدعون أصدقاءهم و معارفهم لمشاركتهم الإحساس بالكون في  "مدينة الأنوار" كما عبرعنه أحد أبناء المدينة وهو  الممثل السينمائي رشيد بوغداوي قائلا "أخيرا اكتشفت أن مدينتي جميلة بفضل إنارتها  الرائعة بعد غروب الشمس". ان البليدة في الليل "تشبه مدينة نيويورك " يقول بكل عفوية وافتخار السيد رفيق وهو زميل المتحدث والمنحدر من باتنة والذي أبدى إعجابه بهذا المنظر الخلاب. "إن رؤية مدينة منيرة بهذا الشكل يزيل الأرق بعد يوم عمل شاق" يعبر من جانبه السيد محمد إعلامي. وتعد تجربة مؤسسة الإنارة العمومية للبليدة عينة ممثلة للأثر الايجابي لنظام الشبكة المهنية للهاتف النقال التي يضعها المتعاملون الثلاث للهاتف النقال في تناول الشركات و التي ساهمت بصورة كبيرة في تطوير هذه المؤسسات وفي فاعليتها.