شهد إقبال السياح الأجانب والجزائريين على الصحراء الجزائرية تراجعا كبيرا لسبب الاضطرابات الأمنية التي عرفتها المنطقة الحدودية مع مالي، بعد الانقلاب العسكري على الحكومة المالية في آذار/ مارس 2012، وتدهور الأوضاع بعد احتلال مدن شمال مالي من طرف جماعات إسلامية متطرفة. وأكد رئيس نقابة الوكالات السياحية والأسفار جريبي بشير، أن عدد السياح القاصدين للصحراء الجزائرية تراجع بنسبة 90 بالمائة، رغم أن السلطات الأمنية سهرت على تطبيق مخطط أمني لحماية السياح من أي خطر، قصد إنقاذ موسم السياحة في الجنوب وخاصة احتفالات رأس السنة الجديدة. وأضاف جريبي: "لو تكلمنا عن الجزائريين فهم غير متعودين على السياحة الاستجوالية رغم أن الخطوط الجوية الجزائرية قامت بتخفيض التذكرة من بداية بمقدار 50 بالمائة، لكن الطلب قليل، والجهات المسؤولة عن الترويج لم تبذل المجهود اللازم". من جانب آخر، لوحظ تراجع آخر في الحجوزات في الوكالات السياحية بنسبة 40 في المائة لقضاء احتفالات رأس السنة الميلادية خارج التراب الوطني، وأرجع جريبي الأسباب إلى غلاء المعيشة و التكاليف في مختلف البلدان المستقبلة، وكذا التضييق الحاصل في منح التأشيرات من طرف الدول الأوروبية وسبق للسلطات الأمنية أن أقرت بالتنسيق مع الوكالات السياحية إجراءات أمنية احترازية خاصة باحتفالات نهاية السنة الميلادية، سيتم اعتمادها لضمان تأمين السياح الأجانب في تنقلاتهم في منطقة الصحراء، في حين تعمل الوكالات السياحية على منح مخطط المسالك التي تزورها القوافل السياحية للمصالح الأمنية لتأمينها سلفا قبل الشروع في الزيارة، في وقت رفعت وزارة السياحة الحصار عن حظيرتي الطاسيلي والأهقار اللتين ستكونان مفتوحتين أمام السياح بعد تأمينهما مقابل منع زيارة مناطق أخرى لدواع أمنية.