أنحاء من المغرب

 تبدأ فعاليات الدورة 12 للمهرجان الدولي للرحل، الذي ينظم في واحة "امحاميد الغزلان" بإقليم زاكورة بالمغرب، خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 15 مارس الجاري، وذلك تحت شعار "رحل إفريقيا بين التنوع الإقليمي والثقافة المشتركة.. أي آفاق".

وتراجع الترحال في صحراء الجنوب الشرقي في العقود الأخيرة بسبب الصعوبات التي تعيشها المنطقة كالجفاف وضعف الاهتمام بها فكان ميلاد المهرجان الدولي للرحل، والذي يأتي كتعبير عن التراث المادي واللامادي للرحل والحفاظ على إرث أسلافهم والذي يشكل ثروة يتعين حمايتها من الاندثار ونقلها للأجيال الجديدة وتسليط الضوء على هذا التراث بكل مكوناته.

وأفاد بيان لـ”جمعية رحل العالم” التي تنظم هذا الملتقى الثقافي والتراثي السنوي، أن دورة هذه السنة ستشمل تنوعا في الأنشطة المنظمة، حيث سيكون لسكان منطقة "امحاميد الغزلان" وزارها من السياح المغاربة والأجانب موعد مع سباق الهجن، ولعبة الهوكي على الرمال أو ما يعرف محليا في المغرب بـ(المكحاش)، فضلا عن التعرف على طريقة إعداد وطهي خبز الرمال.

وعلاوة على إقامة معرض لمنتجات الصناعة التقليدية المحلية، فإن إدارة المهرجان ستنظم لقاءات ثقافية تسلط الأضواء على شعار الدورة 12 ، حيث من المقرر أن تتطرق العروض لقضايا لها ارتباط ب”الرحل في إفريقيا وسياسات التنمية الإقليمية”، و”التحديات السوسيواقتصادية لرحل إفريقيا”، و”استعمال النباتات و طرق استثمارها في العلاج الطبي”.

أما بخصوص السهرات الفنية خلال أيام المهرجان، فمن المقرر أن تشارك فرق من بوركينا فاسو، ونيجيريا والنيجر، وغيرها.

ومن المقرر أن يحتفي المهرجان الدولي للرحل في "امحاميد الغزلان" بالفنون الغنائية والتراثية المغربية، فضلا عن مساهمة العديد من الفرق التراثية المحلية.

وتتميز واحات محاميد الغزلان في إقليم زاكورة والممتدة على مرمى البصر وأشجار النخيل الباسقة مكونات من طبيعة صحراوية تزخر بمؤهلات متنوعة جعلت من المنطقة قبلة سياحية بامتياز .. وتقع تلك المدينة في الجنوب الشرقي من المغرب، وباتت وجهة سياحية تستقطب بالخصوص السياح الأجانب.

ورغم طبيعة الحياة الصعبة للمنطقة استطاع سكان المنطقة تطوير العديد من الأنشطة السياحية من خلال اقامة العديد من الخيام في قلب الكثبان الرملية للباحثين عن الراحة والعزلة بالإضافة إلى تطوير الخدمات الفندقية ببناء فنادق تعتمد على طابع مستوحى من البيئة الصحراوية البسيطة.

أنشطة عديدة لا تغيب عنها الأهازيج الصحراوية تنقل بالقصائد والأنغام موروثا ثقافيا قديما على مر القرون، وتراث صحراوي تجاوب معه السياح ذوو الثقافات الغربية إلا أن السياح العرب فهم أكبر الغائبين عن المنطقة.

ويعد مهرجان محاميد الغزلان تظاهرة مثالية لترسيخ وسائل الأمل والسلام والتقارب بين الشعوب والثقافات وذلك عن طريق تقديم نمط حياة قديم لرحل الصحراء.