المابيات

لم يشفع لـ"المابيات" إحدى قرى محافظة العلا، اكتنازها على وجود يعود إلى القرن الرابع الهجري مكتظ بالتاريخ والآثار، أن تكون في أولوية اهتمامات الجهات المعنية بحفظ التراث والباحثين في الآثار والتاريخ. وبحسب المهتمين بآثار العلا فإن المابيات التاريخية لم تحظ سوى برحلة تنقيب يتيمة نفذتها جامعة الملك سعود ممثلة في كلية السياحة والآثار قبل سنوات، والتي انتهت بالتوصل إلى بعض الآثار التي كشفوا من خلالها بعض تفاصيل الحياة بالمنطقة الأثرية خلال تلك الحقبة التي كانت الحياة الاجتماعية تعج بمن فيها من بني البشر، لتقف جهود خبراء الآثار عند تلك الزيارة الأكاديمية للمنطقة التاريخية، والمابيات المنتمية إلى محافظة العلا التاريخية تعد موقعا أمويا وعباسيا يقع على مسافة 20 كيلومتر جنوب محافظة العلا، وبينت التنقيبات السابقة أن الموقع يعد أقدم المدن الإسلامية والغنية بمكوناتها الأثرية والحضارية وشوارعها الضيقة التي تفتح عليها دكاكين ومنازل بأبواب خشبية زينت واجهاتها بنقوش كتابية وأخرى جصية تذكرنا بطراز سامراء الشهير.

وأوضحت مصادر إن القرية التاريخية تتعرض للعبث والتخريب وتحول جزء كبير منها لمرمى الأنقاض والمخلفات، ما قد يضر بالموقع وربما يتسبب في تغيب بعض آثاره إذا ما استمر الوضع بشكله الحالي، الباحث في تاريخ المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي أشار إلى أن هذه المدينة وصفها المقدسي في القرن الرابع الهجري بأنها المدينة الثانية في الحجاز بعد مكة المكرمة، وقد كشفت التنقيبات الأثرية عام 1985 عن بقايا مسجد يعتقد بأنه مصلى العيد كما تشير بقاياه وبقايا سور المدينة، إضافة إلى وحدة سكنية كاملة قد ازدهرت في القرن الثالث والخامس للهجرة إلى أن أفل نجمها في القرن السادس الهجري.

وأضاف الفايدي أن التنقيب في هذا الموقع كشف سورا يحيط بالمدينة بشكل متعرج مبنيا من الطوب اللبن ومدعما بدعائم من الآجر، كما تم الكشف عن وحدات سكنية اتضح أن بعض أرضيات غرفها مرصوفة بالآجر أو بالطين، كما أن جدرانها كسيت بملاط من الجص، وعثر في الموقع على مجموعة من القطع الأثرية المتنوعة والمصنوعة من الفخار المزجج، والفخار العادي والمسكوكات والمشغولات المعدنية، كالحلي والأدوات الزجاجية وأواني الطبخ الحجرية والفخارية وغيرها