يوما بعد يوم يجد دافعو عربات الأجرة في مسعى المسجد الحرام، أنفسهم بعيدا عن المنافسة على جذب راكبي عرباتهم، نظرا لارتفاع أعداد العربات المجانية التي تقدمها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، التي وفرت أكثر من عشرة آلاف عربة في خدمة الوافدين إلى الحرم المكي. فمن 521 عربة أجرة مصرح لها بالعمل داخل أروقة المسعى، لا يعمل منها سوى أقل من 150 عربة فقط - وفق ما أدلى به محمد الشهراني، مدير إدارة العربات في الرئاسة - الذي أكد أن هناك تراجعا كبيرا في عدد عربات الأجرة العاملة في الحرم، وذلك لأسباب عديدة، منها انشغال مالكيها بأعمالهم الخاصة، وعدم استطاعتهم التفرغ الكامل لها، على الرغم من أن هناك طلبا كبيرا على العربات سواء الأجرة أو المجانية التي تقدمها إدارته على مدار الساعة. وأضاف الشهراني، "كما هو معلوم التوافد الكبير من المعتمرين سواء من داخل السعودية أو من خارجها، خصوصا أن أبواب العمرة أصبحت تشغل حيزا كبيرا من أيام العام، ولكن هناك انخفاضا في عمل العربات ذات الأجرة، وذلك للأسباب التي ذكرت آنفا، ولذلك رأينا نحن في الرئاسة العامة، إيجاد بدائل لتغطية الطلب الكبير على العربات فقدمنا أكثر من عشرة آلاف عربة مجانية، إضافة إلى استحداث ما يقدر بنحو 200 عربة كهربائية يقودها كبار السن بأنفسهم ولا يحتاجون إلى دفع من الغير". وحول عزوف المعتمرين عن التوجه إلى عربات الأجرة نظرا لارتفاع تكاليفها، قال الشهراني: لا أتوقع أن هناك ارتفاعا في أسعارها خصوصا في هذه الأيام، ومن الطبيعي أن تشهد ارتفاعا في المواسم كالعمرة في رمضان أو موسم الحج، وهذا أمر طبيعي، ولكن ما أراه الآن هو عزوف كبير من قبل دافعي العربات عن العمل في هذه الأيام".