اليونان تعول على السياحة لاستعادة مصداقيتها الاقتصادية

تستعد اليونان لتحطيم رقم قياسي جديد في مجال السياحة هذا العام، مع توقع وصول اكثر من 21 مليون زائر، معربة بذلك عن الامل في تحسين مصداقيتها الاقتصادية بعد ست سنوات من الانكماش.
واوضح رئيس جمعة شركات السياحة لـ"فرانس برس" اندرياس اندرياديس، انه "بفضل عودة الاستقرار السياسي، تحولت الدعاية السلبية للسنوات الماضية الى دعاية ايجابية".
ويبدو ان البلاد تخرج من اسوأ فترة في الازمة بعد سنتين على تولي ائتلاف بين اليمين والاشتراكيين الحكم، برئاسة المحافظ انطونيس ساماراس.
وانتهجت الحكومة سياسة تقشف واصلاحات فرضتها ترويكا الدول الدائنة (الاتحاد الاوروبي و"البنك المركزي الاوروبي" و"صندوق النقد الدولي")، حتى حصلت اخيراً في 2013 على فائض في الميزانية، وذلك بعد ان فصلت النفقات المرتبطة بفوائد الديون واعادة رسملة البنوك. وهي عملية تطهير في صدد اعادة المصداقية الاقتصادية للبلاد بعد ان كانت اول ضحية لازمة الديون في منطقة اليورو خلال 2010.
ويعول اليونانيون اكثر فاكثر على العائدات السياحية التي تعتبر من اهم محركات الاقتصاد الى جانب البحرية التجارية، وذلك بهدف التعويض عن الانخفاض الهائل في الرواتب ومعاشات التقاعد والارتفاع المتزايد للضرائب منذ بداية الازمة.
واوقع التقشف اليونان في انكماش شديد، إذ فقد إجمالي الناتج الداخلي ربع قيمته منذ 2008، وزاد بشكل كبير من معدل البطالة الذي يبلغ 26 في المائة حالياً، وهو اعلى معدل في منطقة اليورو.
وقال وزير الثقافة بانوس بنايوتوبولوس أخيراً ان "مليون زائر اضافي يعني خمسين الف وظيفة اكثر".
وسجلت خلال السنة الجارية أربعة ملايين رحلة جوية اضافية، أي بزيادة نسبتها 25 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، لا سيما من روسيا والمانيا والمملكة المتحدة وايطاليا.
وينجم التحسن أيضاً من خفض عشر نقاط من ضريبة القيمة المضافة في خدمات المطاعم، والتي دخلت حيز التطبيق في كانون الاول (ديسمبر) الماضي.
ويتوقع ارتفاع نشاط أهم مطارات البلاد، لا سيما في جزر ميكونوس وسكياثوس او ساموس في بحر ايجه (شرق،) وسيفالونيا في البحر الايوني (غرب). مع رقم قياسي في كالاماتا +122 في المائة، بسبب فتح شركة الطيران العملاقة الايرلندية "رايناير".
وسجلت البلاد خلال 2013 رقماً قياسياً باستقبالها نحو عشرين مليون زائر، أي ضعف عدد سكان البلاد، بعد مرور سنة على موسم سياحي سيء تخللته اضرابات وتظاهرات عام 2012، ما أدى الى امتناع السياح عن المجيء الى اليونان.
ويمثل قطاع السياحة اكثر من 15 في المائة من اجمالي الناتج الداخلي.