لا يشعر سكان مدينة بارلي هيرتوغ البلجيكية، أو بلدة بارلي ناساو الهولندية بأي غرابة في تفاصيل حياتهم اليومية، التي من بينها قطع الحدود بين دولتين في اليوم عشرات المرات، إذ إن المدينة المكونة من بلدتين في دولتين، تقع على خط حدودي مرسوم على أرضها موضوع ليقطع (رسماً فقط) كل ما في المدينة من شوارع ومبانٍ وطرق وأرصفة. التي تعد مدينة حدودية بالمعنى الحقيقي للكلمة، بين بلجيكا وهولندا، وسكانها ينقسمون في جنسياتهم بين بلجيكيين وهولنديين، وهي محج سياحي لكثير ممن يرغبون في رؤية هذه المفارقة الجغرافية على أرض الواقع، ويسعون إلى شرب القهوة في مقهى المدينة الشهير الذي يقطع طاولاته خط الحدود، ليحتسي الزائر قهوته على الطرف البلجيكي مثلاً، ورفيقه على طاولة مقابلة في هولندا. بلدة بارلي هيرتوغ بلدة بلجيكية محاطة بأراضٍ هولندية، ما شكّل منها ما يشبه الجيب البلجيكي في الأرض الهولندية، لكن بشكل معقد جغرافياً، ما جعلها تتداخل مع بلدة بارلي ناساو الهولندية تداخلاً كاملاً، في المباني والطرق والشوارع، فلا تفاجأ وأنت تخطو خطواتك في شارع بلجيكي في البلدة البلجيكية، وإذا بك بعد بعض لحظات قد أصبحت من حيث لا تدري في شارع هولندي. وأهل البلدة لن يندهشوا في المتجر الكبير للمدينة، إذ تتوزع رفوفه بين دولتين، في خط حدودي مرسوم بوضوح على أرضية المتجر. سكان المدينة ذات البلدتين، يبلغ تعدادهم ‬9000 نسمة، وهم أحرار في تسجيل أنفسهم في أي بلدية من البلديتين الموجودتين إلى جانب مركزي شرطة، ومكتبي بريد. وحتى في الاتصالات فإن أبناء أي من البلدتين مضطرون إلى استخدام الرقم الدولي أحياناً بينهما، وحسب رقم التلفون المستخدم. الشيء الموحد في المدينة بين الدولتين هو أقنية الصرف الصحي التي لم تخضع لأي حدود سيادية. المدينة ذات البلدتين في دولتين، مَعلَم سياحي بارز يزوره سياح من كل أنحاء العالم، إذ يبلغ الزوار سنوياً ‬150 ألفاً لرؤية المفارقة الجغرافية المتميزة.