بادر مجموعة من التجار والحرفيين المختصين في الحرف التقليدية في تونس، الأربعاء، بتنظيم استقبال خاص للسياح الوافدين على محلاتهم في المدينة العتيقة في تونس العاصمة. هذا الاستقبال يتمثل في تقديم "المشموم" (باقة من زهور الياسمين أو الفل) وقطع من حلويات "المقروض" التقليدية للسياح الذين يرتادون السوق العتيقة، على أنغام موسيقى شعبية، مع الرقص، حاملين لافتات مكتوب عليها: "مرحبا بكم في مدينة ألف ليلة وليلة". وقال الحرفي منير البواب، المتخصص في صناعة الفضيات، لمراسل "الأناضول"، إنه قرر منذ مدة مع مجموعة من زملائه التجار القيام باستقبال خاص للسياح؛ وذلك "لتقديم صورة مغايرة لما يتداول عن تونس في الإعلام الأجنبي، ولنزع ذلك الخوف والأفكار المسبقة عن أن تونس بلد غير آمن وغير مستقر". وأضاف البواب أن "الحراك السياسي الذي تعرفه تونس والصراع السياسي في المنابر السياسية بات يعيق توافد السياح على تونس، وساهم في قطع أرزاق ما يناهز 80% من تجار المدينة العتيقة"، ولم يتسن التأكد من صحة هذه النسبة من مصدر آخر. ودعا البواب الإعلام التونسي إلى "التخفيف من حدة الخطاب السياسي الذي يقدمونه لأن ذلك من شأنه أن يؤثر سلبا على السائح". وختم بأن "الحكومة التونسية لن تستطيع بمفردها إعادة الثقة إلى السائح الأجنبي في تونس، ولذلك يساهم أصحاب المهنة بالاستقبال الخاص للسياح". والمدينة العتيقة في تونس، أو كما يسميها التونسيون "البلاد العربية"، تمثل الواجهة السياحية الأولى لكل أجنبي يزور تونس؛ لما تحتويه من معالم تاريخية، وتزدهر فيها الصناعات التقليدية، بمختلف أنواعها. وما بين بداية شهر أبريل الماضي والـ20 من الشهر نفسه، زار تونس مليون و200 ألف سائح، أي بتراجع 3.7% مقارنة بسنة 2012 وبـ16.4% مقارنة بسنة 2010، بحسب إحصاءات رسمية. وحصلت تونس من السياحة خلال العشرين يوما على نحو 645 مليون دينار (387 مليون دولار)، بتراجع 3.1% عن نفس الفترة من سنة 2013، وبـ 4.6 % مقارنة بسنة 2010. ومنذ الثورة التي أطاحت بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011، تعاني تونس توترات سياسية بين المعارضة والائتلاف الحاكم تنزلق أحيانا إلى أعمال عنف، فضلا عن صعود لتيار جهادي مسلح.