شكل المستهلكون الصينيون قوة شرائية عالية خارج البلاد خلال السنوات الأخيرة، حيث لعب السياح الصينيون خلال عطلة الأسبوع الذهبي لعيد الربيع لعام الأفعى بين يومي 9 و15 من فبراير الجاري دورا ايجابيا في تحفيز الاقتصاد وزيادة فرص العمل في كثير من البلدان التي استعدت بقدر كاف لاستقطاب المستهلين الصينيين. وأظهرت إحصاءات حديثة لإدارة السياحة الوطنية الصينية أن الصين تتصدر العالم من حيث أعداد السياح عبر الحدود، حيث ارتفعت بنسبة 15% عن عام 2011 لتصل إلى 80 مليون شخص/ مرة. وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن اجمالي حجم إنفاق الصينيين خارج البلاد خلال عام 2012 بلغ 85 مليار دولار أي ما يعادل ضعف الإيرادات السنوية لشركة إكسون موبيل صاحب الإيرادات الأعلى عالمي. وقال تشو تشن شينغ ممثل رئيس شؤون الصين في هيئة السياحة السنغافورية إن متوسط نفقات السائح الصيني في سنغافورة بلغ 1081 دولارا في عام 2011، بينما سجل هذا الرقم 377 دولارا فقط قبل عشر سنوات في عام 2002. وكشفت بيانات مركز كاسيكورن للأبحاث أن متوسط نفقات السائح الصيني اليومية في تايلاند بلغ 154 دولارا، وتوقعت هيئة السياحة التايلاندية أن يحتفل نحو 100 ألف سائح صيني بعيد الربيع في تايلاند، وسيجلب ذلك نحو 140 مليون دولار من عائدات السياحة، كما توقع قطاع السياحة الكوري أن يستقبل قرابة 63 ألف سياح صيني خلال الأسبوع الذهبي لعيد الربيع. كما جلب السياح الصينيون فرص تجارية للشركات الكندية مع سفر المزيد منهم إلى كندا، حيث قال مدير أحد محال السوق الحرة في مطار فانكوفر إن انفاق السياح الصينين في الأعياد التقليدية يشكل 20% من إجمالي مبيعات العام بأكمله. استقطاب الأموال ويعد أسبوع عيد الربيع الذهبي ذروة سفر السياح الصينيين عبر الحدود، وتتنافس المؤسسات التجارية في بذل جهود مضنية للترويج لمنتجاتها وجذب السياح الصينيين، حيث علق أحد مراكز التسوق في ولاية فرجينيا الأميركية لافتة كبيرة كتب عليها باللغة الصينية عبارات ترحيب وأمنيات طيبة بمناسبة عيد الربيع، كما وفرت معظم المحال داخل المركز موظفين يجيدون التحدث باللغة الصينية، وقال مدير أحد تلك المحال إن العملاء الصينيين أصبحوا مشترين رئيسيين، ويشكل إنفاقهم نحو 40% من مبيعات المحل اليومية. أما في روسيا فتقدم بعض المراكز التجارية خدمة التعامل ببطاقات "يونيون باي" الصينية المصرفية، وقدم العديد من المطاعم المحلية قائمة أطباق صينية لتقديم خدمة أفضل للمتسوقين الصينيين وجذب أكبر عدد منهم.