أبراج المراقبة

تستثمر مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية 9 ملايين درهم لتحديث مركز محاكاة برج المراقبة الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم والذي طورته المؤسسة على مدار السنوات الماضية بتكلفة 20 مليون درهم ويتيح رؤية بانورامية للأجواء تغطي 360 درجة.

وتتولى مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية المزود الرائد لخدمات الملاحة الجوية التي تدار بصورة مستقلة مهمة توفر مراقبة الحركة الجوية وتقديم الخدمات الهندسية للملاحة في مطار دبي الدولي الذي يعد حاليا ثاني أكثر مطارات العالم من حيث أعداد المسافرين الدوليين ومطار آل مكتوم في دبي وورلد سنترال الذي يشهد عملية توسعة متعددة المراحل سترتفع طاقته الاستيعابية إلى 200 مليون مسافر سنويا مع اكتمال المرحلة الأولى من خطة التوسعة.

وتملك وتشغل مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية مركز محاكاة برج المراقبة والذي يوفر أعلى مستوى من التدريب والتعليم لموظفيها وفي الوقت نفسه العمل على خلق جيل عالي المهارات من مراقبي ومهندسي الحركة الجوية.

ويقول نيلز اولف سفان نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية بمؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية:" لدينا استخدامات متعددة لمركز المحاكاة المتكامل ثلاثي الأبعاد وفي بعض الأحيان نضطر لتشغيله على فترتين بمعدل 18 ساعة في اليوم والعائد على الاستثمار في المركز مرتفع. ويعد المركز المزود بأحدث التقنيات فريدا من نوعه من حيث قدرته على مضاهاة الأجواء الحقيقية للطيران وهو ما يسهم بدوره في خلق جيل من مراقبي الحركة الجوية الاكفاء فضلا عن تسهيل عملية تقييم سلامة الإجراءات والأنظمة والتي تمثل أولوية قصوى لدينا".

ويستنسخ مركز المحاكاة الموجود في دبي ورلد سنترال بدقة متناهية الأجواء في جميع مطارات العالم تقريبا وهو ما يتيح الاطلاع على وتجربة أفضل الممارسات المطبقة في مختلف أنحاء العالم حيثما تدعو الضرورة قبل تطبيقها في المجال الجوي لدبي وهذه القدرات توفر الالتزام بأعلى معايير السلامة دونما حاجة لتعطيل العمليات الحية خلال تجربتها. ويحتوي مركز المحاكاة على أكبر نظام عرضي ضوئي اسطواني عالي الوضوح في العالم يوفر رؤية بانورامية تغطي 360 درجة.

ويسهم المركز أيضا في اختبار النماذج التجريبية وتطوير المفاهيم الجديدة مما يخفض المدى الزمني لدورة حياة التطوير ويساعد دبي على مواكبة النمو في الحركة الجوية بالإضافة إلى توفير بيئة تدريبية شديدة الدقة شبه مطابقة للواقع الفعلي للمراقبين الجويين وهو ما يسهم بدوره في خفض التكلفة وتقليص أوقات التدريب.

ووفقا لسفان يبشر النمو الكبير في أعداد المسافرين عبر مطاري دبي بطفرة كبيرة في إجمالي عدد حركات الطائرات خلال السنوات المقبلة وتتوقع هيئة دبي للطيران المدني أن يرتفع إجمالي حركة الطائرات في المطارين إلى 665 ألف حركة بحلول عام 2020 بالمقارنة مع307 ألاف و283 حركة في عام 2010.

 وتشير الإحصاءات إلى أن مراقبي الحركة الجوية أنجزوا 387 ملايين حركة طائرات منذ افتتاح مطار دبي الدولي في عام 1960 وحتى عام 2010. ووفقا لتقديرات الهيئة العامة للطيران المدني فإن إجمالي الحركات الجوية في أجواء منطقة معلومات الرحلات الجوية بدولة الإمارات العربية المتحدة سترتفع إلى 1.13 مليون حركة بحلول عام 2020 ثم تقفز إلى 1.62 مليون حركة بحلول عام 2030. وتستحوذ دبي على نسبة 80% من إجمالي الحركات الجوية في الإمارات.

ومن المتوقع أن يرتفع متوسط حركة الطائرات من ألف و327 حركة يوميا إلى 3 ألاف حركة خلال العقد المقبل وتتطلب هذه الطفرة الهائلة في النمو نظاما كفؤا لإدارة الحركة الجوية وتأهيل كوادر مراقبي الحركة ويمكن مركز محاكاة برج المراقبة مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية من تقديم الدعم لكل برامج البحث والتجريب والتطوير المرتبطة بأبراج المراقبة في مطاري دبي.

وساهم المركز الفريد في إمكانياته في حصول مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية على "جائزة العام للتطبيق التكنولوجي لعام 2013" في إطار جوائز مجلة أفيشن بزنس.

ويقول كريج بايل رئيس قسم التكنولوجيا التشغيلية في مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية:" إعدادات مركز المحاكاة ومواصفات الأنظمة المستخدمة توفر لمراقبي الحركة الجوية تدريبا وتأهيلا أفضل مما كان متاحا لهم في الماضي".

ويضيف كريج:" تم إدخال تحسينات على النظام تجعله متفوقا على جميع الأنظمة المماثلة المنافسة له في العالم من خلال إدماج كل الأدوات التي يحتاج إليها مراقبو الحركة الجوية في الواقع العملي والتي تشمل الاتصالات وشاشات الرادار لرصد الحركة الأرضية وأجهزة الرادار الخاصة باقتراب الطائرات وشاشات عرض حالة أنظمة الإضاءة على جانب المدرجات وأنظمة مراقبة وتتبع الحركة الجوية في الأجواء".

ويتضمن المركز الذي يتيح معلومات فورية ولحظية 7 مقاعد لمراقبي الحركة الجوية وثلاثة عشر مقعدا لطيار افتراضي مما يجعل مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية قادرة على مواكبة السيناريوهات المستقبلية كافة لزيادة الطاقة الاستيعابية لأبراج المراقبة وعمليات المطارات وكثافة الحركة الجوية في الأجواء.

وتمكن قاعدة البيانات ثلاثية الأبعاد عالية الوضوح المتوافرة لمركز المحاكاة والتي تضاهي العين البشرية من حيث الدقة والوضوح من توفير بيئة تدريبية مطابقة للأجواء التشغيلية لعمليات الطيران ويمكن برمجة المركز لمضاهاة كل الأوضاع والوظائف التشغيلية من خلال إدماج واستنساخ مكونات الأنظمة التشغيلية داخل كابينة المركز.

ويتولى مراقبو الحركة الجوية مهمة إصدار التعليمات والأوامر للطائرات الواقعة في نطاق اختصاصهم من أجل تحقيق انسياب عمليات الهبوط والإقلاع بطريقة منظمة وآمنة ومساعدة الطيارين على تجنب الاصطدام مع الطائرات الأخرى التي تقلع او تهبط في المطار او تحلق في الأجواء المحيطة به.